تحت التـجربـة

مؤتمر "تعلم القراءة" لتحسين معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا

23 مايو 2023
عقدت جامعة زايد مؤتمر "تعلم القراءة: مسار تطوير القراءة باللغة العربية في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا" مؤخراً وعلى مدى يومين في حرمها بالعاصمة أبوظبي وذلك بحضور معالي نورة بنت محمد الكعبي، وزيرة دولة، رئيسة جامعة زايد، وعدد من الضيوف والخبراء من مؤسسات عالمية رائدة. 

ويهدف المؤتمر الذي نظمه مركز (زاي) للغة العربية، والذي يعد الأول من نوعه في الدولة لعمله على البحوث الأكاديمية التي تركز على منهجيات تعليم اللغة العربية وكذلك تنمية مهارات تَعلُمِها، إلى تعزيز وتحسين طرق تعليم اللغة العربية على مستوى الدولة والوصول عن طريق تبادل الأفكار والخبرات إلى نتائج وتوصيات عملية تُحقق أهدافَ المؤتمر، وتقدم خارطة مستقبل مشرق للغة العربية.

وأكدت معالي نورة الكعبي خلال كلمتها الافتتاحية، مدى سعي جامعة زايد لاحتضان المبادراتِ الطموحةِ وعقد الشراكات ومد جسور التعاون مع الأطراف ذات العلاقة وطنيا وإقليميا ودوليا، للنهوض بآليات تعليم اللغة العربية وتحسين المستوى القرائي لطلبتنا، خاصة أنه هو هدف استراتيجي ثابت ورهان مستقبلي واعد.

وقالت: "إن حماية اللغة العربية والنهوض بها نهج نسير عليه في دولة الإمارات، حيث تحرص قيادتنا الرشيدة على توفيرِ أفضلِ السبل لتعزيزِ مكانةِ اللغةِ العربيةِ ضمن رؤيتها في أن تصبح مركزًا للامتياز في اللغة العربية، ومن خلال مبادراتٍ وبرامج نوعية شملت النخب والكفاءاتِ التربويةَ والطلبةَ والدارسينَ ومختلف فئات المجتمع."

من جانبها أوضحت الدكتورة هنادا طه ثومور، أستاذ كرسي اللغة العربية بجامعة زايد، ومديرة مركز (زاي)، أن "تعزيز معرفة القراءة والكتابة في العالم العربي هو أولوية وطنية لحكومة دولة الإمارات العربية المتحدة، ونحن في جامعة زايد فخورون بأن نلعب دورًا رائدًا في هذا المسعى. ويعكس التجمع الاستثنائي للخبراء والمختصين من المؤسسات والمنظمات العالمية بهذا المؤتمر والوصول لنتائج وتوصيات مبهرة خلال فترة انعقاده بجامعة زايد إلى التقدم الكبير الذي أحرزه مركز (زاي) للغة العربية، ويمهد الطريق لنا لمواصلة التعاون مع الشركاء لتحسين تعليم اللغة العربية بشكل جذري، لتعزيز تراثها الغني الذي نعتز به."

من جانبه أشاد البروفيسور هنري العَويط، المدير العام لمؤسسة الفكر العربي، بتقرير البنك الدولي باعتباره "منظومةً متكاملةً من المفاهيمِ والرؤى التربويّةِ واللّغويّة". كما وذكّر بالتقرير الصادر عن مؤسّسةِ الفكرِ العربيّ في العام 2012 بعنوان "لنَنْهضْ بلغتنا: مشروعٌ لاستشرافِ مستقبلِ اللّغةِ العربيّة"، الذي يندرج "في إطارِ جهود المؤسّسة من أجلِ تعزيزِ اللّغةِ العربيّةِ وتحديثِ طرائقِ تعليمِها وتعلّمِها". وتحدّث د. العَويط عن مبادرة مؤسّسةُ الفكرِ العربيّ، في إطارِ مشروعِها "عربي 21" إلى تصميمِ وإنتاجِ "مُبكِّر"، وهي أداةٌ لقياسِ مهاراتِ الأطفالِ القِرائيّةِ في اللّغةِ العربيّة، تُعَدُّ الأولى من نوعِها.

وأكّد د. العَويط أنّ "ما تقومُ به مؤسّسةُ الفكرِ العربيّ على صعيد تعزيز اللّغة العربيّة نابعٌ من إيمانِها العميق بأنَّ لغةَ الضادّ مكوِّنٌ أساسيٌّ في الهُويّةِ العربيّةِ الجامعة، فضلاً عن الاقتناع الرّاسخِ بدورِها المحوريّ في نهضةِ العالَمِ العربيّ، "لأنّها لغةٌ حيّةٌ ولغةُ الحياة، وهي لغةُ الماضي والحاضرِ والمستقبل،" على حدّ تعبيره.  

وتضمن الحدث سلسلة من حلقات النقاش والكلمات الرئيسية التي شارك فيها ممثلون من وزارات التعليم في المملكة العربية السعودية والأردن والمغرب وتونس، وكذلك المنظمات الدولية مثل البنك الدولي والوكالة الأمريكية للتنمية الدولية واليونسكو ومؤسسة الملكة رانيا وعدد من الجامعات الدولية، وعدد من الكتاب والمؤلفين. كانت هذه المناقشات بمثابة منصة للمشاركين لتبادل الأفكار وتبادل أفضل الممارسات ومناقشة الأساليب المبتكرة لتعزيز معرفة القراءة والكتابة باللغة العربية.

وتضمنت الجلسات البارزة حلقات نقاش تفاعلية حول الاستراتيجيات الوطنية لمحو الأمية وتعزيز طرق تعليم وتعلم اللغة العربية من خلال التقنيات الحديثة وبرامج الألعاب التعليمية، واستلهم المشاركون من المناقشات والاستراتيجيات العملية التي شاركها الخبراء في مجالات تخصصهم لتعزيز نتائج التعلم. وأتيحت الفرصة للحضور بعقد شراكات جانبيه من شأنها تعزيز الجهود المبذولة لتعزيز محو الأمية العربية في الشرق الأوسط وخارجه.
;