تحت التـجربـة

ترجمة البحث العلمي

العودة الى بحوث زاي العلمية
دور الصرف في التعرف البصري إلى الكلمات: معاينة نُقرة العين عند استخدام اللغة العربية بتتبع العين
  • وصف عام للبحث
  • لأن اللغة العربية تمتاز بالعديد من الميزات الفريدة بنظامها الإملائي المعقد والصرفي الثريّ، فإنه يُعتقد أن التركيب الصرفي للكلمات العربية يساعد القارئ على استخراج المعلومات الصوتية من الكلمات، فعادة ما ينقل الجذر المعنى الدلالي الأساسي للكلمة، بينما تحدد أنماط الكلمات البنية الصوتية والمعلومات الصرفية والنحوية. من جانب آخر أشارت الدراسات السابقة إلى ما يسمى بتقنيات تتبع حركة العين؛ إذ يوضح تتبع حركة العين أن المعلومات التي يمكن للقارئ استخراجها من المقروء لا تقتصر على الكلمة المقصودة بل تمتد إلى الكلمة أو الكلمتين التاليتين، لأن القراء ينتبهون إلى الكلمات المحيطة قبل معاينة الكلمة المقصودة. تعد هذه الدراسة واحدة من الدراسات الأكثر شمولية لتأثير التهيئة الصرفية (المورفولوجية) في القراءة باللغة العربية؛ إذ تتكون الكلمات في اللغات السامية مثل العربية والعبرية من شكلين متشابكين: الجذور وأنماط الكلمات، وأفادت الدراسات التي تستكشف المبادئ التنظيمية للمعجم اللغوي في اللغة العبرية عن تأثيرات أولية قوية للجذور والأنماط اللغوية.
  • الغرض من البحث
  • استقصت هذه الدراسة إذا ما كانت الفئات الصرفية العربية (الجذر، والمشتقّ الفعليّ، والمشتقّ الاسمي) ستسهّل تسمية الكلمات المعقدة بين الشباب المهرة في اللغة العربية. وأشارت نتائج البحث إلى أنّ الجذور والمشتقّات سرّعت اختفاء تسمية الكلمات، مما يشير إلى أنّ المعرفة الصرفية أسهمت في عملية التعرف إلى الكلمات العربية.
  • العينة: نوعها وحجمها
  • شارك في هذه الدراسة (60) متحدثًا باللغة العربية، استُبعد (12) مشاركًا منهم؛ بسبب مشكلات متعلقة بتتبع العين مثل الرموش الطويلة، أو دقة معاينة غير كافية، أو ومضات عين مفرطة) لتكون العينة النهائية (48) مشاركًا. لم تشمل الدراسة المشاركين الذين يلبسون نظارات أو عدسات لاصقة، ولا أولئك الذين يعانون من اضطرابات نفسية أو عصبية أو صعوبات تعلم.
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • نفذت ثلاث تجارب لثلاث فئات صرفية (مورفولوجيّة) هي: نمط الجذر، والنمط الفعلي، والنمط الاسمي. وقبل إجراء التجارب طُلبت إلى المشاركين قراءة التعليمات المعروضة على الشاشة باللغة العربية وإجراء (18) تجربة تدريبية لضمات الفهم الكامل لمتطلبات المهام. جلس المشاركون على مسافة 50 سم أمام شاشة الحاسوب، سُجِّلت حركات العين باستخدام نظام خاص، وسُجِّلت الاستجابة الشفويّة بواسطة ميكرفون عالي الحساسية، بعد رصد جميع البيانات وتسجيلها استُخدِم برنامجٌ خاص لاستخراج معلومات تتبع العين خلال القراءة والاستجابات القرائية الصوتية.
  • نتائج الدراسة
  • أظهرت النتائج في هذه الدراسة أن الهياكل المورفولوجية الثلاث (الجذر، والنمط الفعلي، والنمط الاسمي) يمكن أن تسهم في التعرف إلى الكلمات وتدعم الاستنتاجات السابقة فيما يتعلق بمبادئ تنظيم الكلمات المعقدة شكليًّا في المعجم العربي، وقدمت هذه الدراسة المزيد من الأدلة حول الدور الذي يلعبه تشكيل الكلمة صرفيًّا في القراءة باللغة العربية.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • إنّ نتائج الدراسة السابقة وما يماثلها من الدراسات في السياق ذاته أشارت بشكل واضح إلى أنّ البنية الصرفية للكلمة العربية تؤثر بشكل جوهري في تشكيل القدرة على القراءة وفهم دلالة الكلمات لا سيما الكلمات ذات البنية الصرفية المعقدة، وأنّ القارئ باللغة العربية يستعين بمعرفته بصوت الجذر ومعناه في التنبؤ بالكلمات وقراءتها في النصوص لا سيما غير المشكولة منها، ولذلك يمكن استثمار نتائج هذه الدراسة في المجالات الآتية: • تضمين مكون علم الصرف في المناهج من صفوف مبكرة وبشكل منهجي واضح؛ لأن مناهج اللغة العربية تطرح علم الصرف بشكل منهجي واضح ما بعد المرحلة الابتدائيّة، على ألّا تكون الغاية من طرحه إغراق المتعلمين في المصطلحات الصرفية والاشتقاقات الصرفية، بل استثمار الخصائص الصرفية في اللغة العربية التي تتمثل في أن جذر الكلمة أساس بنيتها الصوتية ودلالة المعنى الرئيس فيها، وأن المشتقات التي تتفرع عن الجذر يمكن للجذر أن يُرشِد المتعلم إلى دلالاتها أو ما يقاربها. • تدريب المعلمين على تشكيل قدرات الطلبة في قراءة النصوص غير المشكولة بالاستناد إلى معرفة البنية الصرفية للكلمة، إضافة إلى علاقة الكلمة بالسياق الذي توجد فيه، إذ يشكل هذا النوع من النصوص تحديًّا للمتعلمين الصغار، وخصوصًا في بداية الانتقال من قراءة نصوص مشكولة إلى قراءة نصوص غير مشكولة. • تنمية مهارات المعلمين في إعداد وتصميم أنشطة معجمية تحيل الطلبة إلى التفكير ببنية الكلمة وعلاقتها بجذرها وما يرتبط بها من مشتقات أخرى. • تطوير مهارات المعلمين في تدريس معجم النص ومفرداته باتباع استراتيجية التوصل إلى المعنى من خلال السياق والاشتقاق. فالعمل على المحاور السابقة يجعل متعلم العربية يقرأ بطلاقة وفهْم، لأنه لا يعتمد على السمات الصوتية للكلمات وحسب، بل على بنيتها ودلالاتها كذلك.