العودة الى ترجمة البحث العلمي
فرص سياسات تعليم اللغة العربية في التربية:
طرق لتغيير السياسات
- وصف عام للبحث
-
تتناول هذه الورقة السياسات اللغوية في التعليم باللغة العربية، وخصوصًا في الدول العربية. ويستدعي الوضع الحالي للغة العربية استكشاف الفرص لوضع سياسات تعليمية تعتمد على اللغة لتوجيه التعليم الأساسي والتعليم العالي. وتسهم الورقة في سياسة المعرفة والفهم المتعلقة بتعليم اللغة العربية لدعم الممارسات التربوية. كما تسلط الدراسة البحثية الأخيرة التي تحلل مبادرات اللغة العربية في دولة الإمارات العربية المتحدة الضوء على مسارات جديدة لتطوير سياسات تعليم اللغة العربية والممارسات التربوية وتخطيط المناهج في دولة الإمارات. وتعمل هذه الورقة على توسيع النقاش الناتج عن هذه الأبحاث السابقة لمعالجة اتجاهات سياسات تعليم اللغة في الدول العربية. وتسلط بشكل خاص الضوء على الفرص السياسية التي تؤثر في ممارسات تعلم اللغة العربية وتعليمها للناطقين بها. وتبني هذه الورقة روابط مباشرة بين البحث وممارسات سياسات اللغة والتخطيط (LPP) في مفهومها الأوسع، وتتناول مفهوم سياسات وتخطيط اللغة العربية في سياق الدول العربية.
- الغرض من البحث
-
تتناول هذه الورقة منظومة سياسات التعليم باللغة العربية، وتحديدًا في الدول العربية. وتهدف إلى الإسهام في فهم السياسة اللغوية في تعليم اللغة العربية، والتي يمكن أن تكون مفيدة للمعلمين في الدول العربية. وتتميز هذه الورقة بأنها تستند إلى عدم وجود اتجاهات سياسية واضحة لطرائق تعليم اللغة العربية، والتي تؤثر في كيفية تعلمها من قبل الناطقين بها بوصفها لغةً أمًّا. ويُعدُّ هذا تمديدًا لنتائج أبحاث سابقة حول مسارات جديدة لتطوير سياسات تعليم اللغة العربية، والطرائق التربوية، وتخطيط المناهج في دولة الإمارات العربية المتحدة. وقد قامت هذه الورقة بتحليل اتجاهات سياسات تعليم اللغة في الدول العربية وأسهمت في توجيه مبادئ توجيهية لأي سياسات مستقبلية لتعليم اللغة العربية في المنطقة، على مستوى تخطيط المناهج وتأهيل المعلمين واللوائح والسياسات المتعلقة باستخدام اللغة العربية على نطاق واسع. وتراجع ورقة المعرفة الحالية حول جوانب السياسات المتعلقة باللغة في التعليم، على مستوى عالمي وإقليمي، وكيف يمكن استخدام هذه المعرفة في سياق اللغة العربية. مثلما تستعرض السياسات الحالية لتعليم اللغة العربية في الدول العربية. ويكمن الإسهام الرئيس لهذه الورقة في سد الفجوة في المعرفة حول سياسات اللغة العربية على مستوى التعليم من المرحلة الابتدائية حتى الجامعية في الدول العربية، والمساعي المستقبلية في هذا المجال. ويمكن أن تؤثر نتائج الورقة في ممارسات سياسات اللغة في سياقات سياسات اللغة الأخرى حول العالم. وتتوجه الورقة إلى المعلمين الذين يهتمون بتطورات السياسات وإلى الذين يملكون قدرةً على اتخاذ القرار على مستوى السياسات.
- العينة: نوعها وحجمها
-
من أجل إعداد هذه الورقة، جمعت الباحثتان معلومات حول السياسات الحالية المتعلقة باللغة العربية في جميع دول جامعة الدول العربية، بهدف تحليل منظومة سياسات تعليم اللغة العربية. فجُمعت معلومات ذات طابع ديمغرافي، سعيًا للحصول على معرفة حول التشريعات الحالية المتعلقة باللغة العربية، واللوائح المتعلقة بلغة التعليم، والأحكام الخاصة بضمان جودة تدريس اللغة العربية. وشمل ذلك استعراض أحدث الإحصائيات حول عدد المدارس في التشغيل، والناتج المحلي الإجمالي للبُلدان، ونتائج البرنامج الدولي لتقييم مستوى قراءة الأطفال "بيرلز" (PIRLS). وقد أرست هذه التحليلات أسسًا للنقاشات المتعلقة بآفاق سياسات تعليم اللغة العربية.
- إجراءات تنفيذ الدراسة
-
نظرت الدراسة إلى منزلة اللغة العربية بوصفها لغة تدريس في مختلف مستويات التعليم، على امتداد الدول العربية، فتبيّن وجود فوارق بينها كميًا ونوعيًا.
- نتائج الدراسة
-
الخلاصة أنّ معايير الجودة تعمل على مستوى وطني بوصفها دلائلَ وأدواتٍ للمعْيَرة، تهدف إلى الحفاظ على توقعات الجودة العالية للمتعلمين على جميع المستويات. وقد اتخذت بعض الدول العربية خطوات في هذا الاتجاه، وربطت مثل هذه الإجراءات بأهدافها الوطنية لتعليم اللغة العربية. وإنه من المفهوم أن نفترض أن هذه الإجراءات لا تحتاج إلى أن تكون متشابهة بين كل الدول. ومع ذلك، فإن ما نحتاج إليه هو توقعات دنيا للجودة تُوجِّه الأنظمة التعليمية حول كيفية إعداد المتعلمين لتحقيق معايير أعلى. إن الانتشار المتزايد والسيطرة المتنامية للغة الإنجليزية في الأنظمة التعليمية في العديد من الدول العربية لأمرٌ مُثيرٌ للقلق ويُبرز ضرورة فحص وضع اللغة العربية بشكل أكثر انتظامًا. وقد نُشرت بعض التقارير البارزة حول اللغة العربية (وزارة الثقافة والشباب في دولة الإمارات العربية المتحدة، 2021) ألقت الضوء على العديد من هذه التحديات. وتكمن أهمية هذه التقارير في أنها تطرح جوانب استخدام اللغة العربية في جميع المجالات العامة والخاصة والمحلية والعالمية، بالإضافة إلى مناهج تعليم اللغة العربية. وقد أرشدت بشكل رئيس إلى السير في الاتجاه الصحيح نحو تحسين إمكان الوصول إلى اللغة العربية. ونحتاج إلى مزيد من المتابعة المنتظمة من خلال تقارير مماثلة تعتمد على الأدلة وتصدر سنويًا. وستزداد مثل هذه التقارير قيمةً إذا ما تضمنت تحليلات منتظمة للبيانات الموحدة ونتائج الاختبارات مثل اختبارات "بيرلز" ((PIRLS. ثمة نقطة أخرى تتعلق بضرورة تقريب اللغة العربية من جمهورها المستهدف بطرائق مبتكرة. لقد تسببت الحملات التسويقية السلبية في إلحاق الكثير من الضرر، إذ وصفت اللغة العربية بأنها لغة تراثية قديمة، مما أدى إلى نشر الفكرة القائلة بأن ليست لغة العلوم والتكنولوجيا والمستقبل. وقد أدت تجربة دولة الإمارات العربية المتحدة في إطلاق مبادرات وطنية مثل: تحدي القراءة، وقانون القراءة إلى رفع وضع اللغة العربية وصورتها وإلقاء الضوء على جمالياتها وسهولتها وقيمتها بين الناس في جميع أنحاء العالم. ويُعدُّ الحضور الإلكتروني للّغة العربية مجالًا رئيسًا تنبغي مراعاته عند التفكير في تعزيز اللغة العربية، وكذلك غمر المتعلمين في محتوى رقمي يكون وظيفيًا وذا صلة بحياتهم وتجاربهم. كما أن زيادة نشر الأدب الرقمي الأصيل والصديق للأطفال والملائم لهم من شأنها أن تُغنيَ اللغة العربية الحديثة. فإذا اجتمعت كل هذه العناصر معًا، أمكن أن تنضاف قيمةٌ إلى اللغة العربية وتتعزز صورتُها. يمكن أن يؤدي استخدام اللغة العربية إلى نشرها بشكل أكثر شيوعًا عندما تجعلها سياسات اللغة أيسر إتاحةً للجمهور، وعندما يتم احترام اللغة بشكل مستمر واستخدامها من جميع الأطراف الفاعلة على الإنترنت وعلى أرض الواقع. هكذا، فإن استخدام العربية من الناطقين بها بوصفها لغةً أمًّا هو القاعدة وليس الاستثناء. وفي الوقت الحالي، تعاني اللغة العربية من عدم المساواة بسبب التاريخ والواقع الاقتصادي. فقد سادت الإنجليزية في معظم الدول العربية تاريخيًا بوصفها لغةً استعماريةً تطغى حاليًا على جوانب الحياة عند الناس. يتعين علينا أن نفكر إذا ما كان المتحدثون العرب يواجهون فعلًا مفترقًا حضاريًا، حيث تختار الدول العربية لغة القوى الاقتصادية أم يمكنها أن تختار أن تحتضن لغتها الخاصة. فليست العربيةُ اللغةَ الأمَّ لنحو 400 مليون ناطق بها فحسب، بل هي أيضًا لغة العبادة لنحو مليار مسلم حول العالم. ومع ذلك، ثمة نقص في السياسات اللغوية التي تنظم لغات التعليم في المؤسسات التعليمية في معظم الدول العربية، وبخاصة في شبه الجزيرة العربية. في الوقت نفسه، يمكن أن يتم السير في الاتجاه الصحيح من خلال النظر إلى العربية من منظور متجدد بوصفها لغةً يمكن أن تدعم فعلًا التقدم الاقتصادي في المستقبل. وتميل الباحثتان إلى الموافقة على هذا الرأي وتريان وجود فرص سياسية حقيقية متاحة في الوقت الحالي، على نحو ما يدعم ذلك أحدث تقارير سياسات اللغة العربية لتحسين وضع سياسات اللغة العربية ومعالجة الفجوات الواضحة في مجال القراءة والكتابة في المستقبل القريب.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
تمكّنُ المقارنة بين السياسات التعليمية التي تعتمدها الدول العربية في تدريس اللغة العربية المعلمين، من الوقوف على تبايُنات على مستويات مختلفة. ولعله قد يكون من المفيد نقل الخبرات من التجارب المتشابهة، من حيث منزلة اللغة العربية في النظام التعليمي، ومن حيث التركيبة السكانية ونمط العيش وغيرها من الأبعاد المؤثرة في العملية التعليمية التعلمية.