المشاركون
شارك في هذه الدراسة أربعة عشر طفلًا من أطفال الروضة الذين يعانون اضطرابًا نمائيًّا في اللغة (DLD)، جرى اختيارهم من رياض أطفال متخصّصة تستقبل هذه الفئة، إلى جانب خمسة عشر طفلًا من ذوي النمو اللغوي النمطي (TD) كوِّنوا مجموعة ضابطة. جميع المشاركين ناطقون بالعربية بوصفها لغةً أمًّا وينحدرون من شمال إسرائيل. وقد تمّ تحويل الأطفال ذوي الاضطراب النمائي اللغوي إلى رياض الأطفال المتخصّصة بناءً على تشخيص مهني صادر عن مختصين معتمدين في مجالي التربية والصحة، تحديدًا اختصاصيي النطق واللغة والاختصاصيين النفسيين في النمو. يتلقى الأطفال في هذه المؤسسات علاجًا يهدف إلى تنمية مهاراتهم اللغوية والتواصلية.
جُمعت البيانات خلال جائحة كوفيد-19، في الفترات التي كان فيها الوصول إلى المشاركين ممكنًا. وقد أدّت القيود الصحية وإغلاق المؤسسات التعليمية إلى عدم انتظام حضور الأطفال وتأخر عملية جمع عينة كبيرة. كان المعيار الأساسي للالتحاق بهذه المؤسسات هو حصول الطفل على تشخيص مؤكد باضطراب نمائي لغوي. ووفق التقارير المهنية الصادرة عن هذه المؤسسات، أظهر الأطفال اضطرابًا لغويًّا نمائيًّا تعبيريًّا صوتيًّا يتمثل في صعوبات في المعالجة الصوتية، إضافة إلى قصور في القدرات الدلالية والنحوية. ونظرًا إلى أنّ هؤلاء الأطفال خضعوا لتشخيص لغوي شامل مسبقًا، لم يكن من الضروري إعادة تقييم قدراتهم اللغوية لأغراض هذه الدراسة، إذ عُدّ قبولهم في رياض الأطفال المتخصّصة كافيًا لتأكيد مصداقية تصنيفهم.
تم الحصول على موافقة أولياء الأمور قبل مشاركة الأطفال، وطُلب من الآباء استكمال استبيان حول الخلفية النمائية للطفل، تضمّن أسئلة تتعلق بأي حالات عصبية أو نمائية محتملة. كانت المشاركة طوعية بالكامل، وأتيح للوالدين خيار الانسحاب من الاستبيان أو سحب طفلهم من الدراسة في أي وقت. مثلما حُفظت أسماء المشاركين وبياناتهم بسرية تامة. واستُبعد من الدراسة الأطفال الذين أظهرت التقارير إصابتهم باضطرابات عصبية (مثل الصرع أو متلازمة توريت أو الشلل الدماغي)، أو إعاقات حسية (كالسمع أو البصر)، أو اضطرابات أخرى مشتبه بها (مثل اضطراب فرط الحركة وتشتّت الانتباه). وبذلك، لم تشمل العينة أي طفل يعاني إعاقات سمعية أو اضطرابات عصبية أو انفعالية. جميع المشاركين ينتمون إلى أسر ذات مستوى اجتماعي واقتصادي منخفض إلى متوسط وفق المؤشرات الإحصائية الرسمية في إسرائيل.
إجراءات البحث والاختبار
خضع كل طفل للاختبار على نحو فردي داخل غرفة هادئة مخصّصة للدراسة ضمن روضة الأطفال. جرى توزيع ترتيب المهمات عشوائيًّا لتجنّب أثر الترتيب في الأداء. كما تم تكييف مفردات الاختبار مع اللهجة العربية الفلسطينية الشمالية. استُخدمت مهمتان لقياس مهارات التعرّف الصرفي والإنتاج الصرفي. وتضمنت كل مهمة فقرتين تدريبيتين للتأكد من فهم الطفل للتعليمات.
مهمة التعرّف الصرفي
استُمدت هذه المهمة من دراسات سابقة لقياس مهارات التعرّف الصرفي. تضمنت المثيرات جذورًا ثلاثية غير موجودة في اللغة الفعلية لكنها متوافقة مع قواعد البنية الصوتية للعربية، وأُدرجت ضمن أوزان صرفية حقيقية لتكوين كلمات زائفة. اشتمل الاختبار على 36 زوجًا من الكلمات الزائفة تمثل ست مقولات نحوية: النوع (مذكر/مؤنث)، العدد (مفرد/ مثنى/ جمع)، الملكية المتصلة، الزمن الماضي، والزمن الحاضر (المضارع)، بواقع ستة عناصر في كل مقولة، قُدمت جميعها بترتيب عشوائي.
مهمة الإنتاج الصرفي
استُمدت هذه المهمة أيضًا من دراسات سابقة لقياس مهارات الإنتاج الصرفي. عُرض على الأطفال 36 زوجًا من الصور تمثل كائنات أو شخصيات خيالية، وكما في مهمة التعرّف، تضمنت المهمة ست مقولات نحوية: النوع، العدد، المثنى، الملكية المتصلة، الماضي، والمضارع، بواقع ستة عناصر لكل مقولة. منحت كل إجابة صحيحة درجة واحدة، وأُعطي صفر للإجابات الخاطئة.
تمييز نوعي العمليتين
من المهم التوضيح أن المهمة الأولى تُقوِّم عمليات التعرّف، بينما الثانية تفحص عمليات الإنتاج. ففي الأولى، يُطلب من الأطفال اختيار الكلمة الزائفة المطابقة للتصريف الصحيح من بين بديلين استنادًا إلى التعليمات الصوتية؛ أي إنها تقيس قدرتهم على تمييز الصيغة الصحيحة من بين بدائل معروضة. أما في الثانية، فيُطلب منهم إنتاج النطق الصحيح للكلمة الزائفة وفق التصريف المطلوب من دون بدائل جاهزة، مما يقيس قدرتهم على توليد الصيغة التصريفية المناسبة.
وتجدر الإشارة إلى أن دراسات أخرى تناولت بدورها اختبارًا مشابهًا يقيس إنتاج الصيغ الفعلية بناءً على مواقف مصوّرة تُستدعى منها استجابات لفظية مناسبة. ومن ثم، فإنّ أداء الأطفال في المهمة الأولى يُعبِّر عن عملية التعرّف على الصيغة المناسبة بين البدائل، في حين تكشف المهمة الثانية عن مهارات الإنتاج الصرفي لديهم.