العودة الى ترجمة البحث العلمي
الازدواجية اللغوية والأمّيّة في العالم العربي
- وصف عام للبحث
-
وفقًا لأحد منشورات اليونسكو لعام 1985، فإن نسبة الأمية في البلدان الناطقة باللغة العربية هي الأعلى في العالم، إذ تصل إلى 56.5٪ بين العرب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 عامًا فأكثر. إذا استمرت الاتجاهات التربوية الحالية، فمن المتوقع أن يدخل العالم العربي القرن الحادي والعشرين مع بقاء نصف شبابه في سن الدراسة أميين وظيفيًّا. هذا الرقم مثير للقلق بكل المقاييس، ويتطلب فحصًا شاملاً للعوامل المختلفة الكامنة وراء هذا المعدل المرتفع للأمية إذا تم العثور على حلول مناسبة لهذه المشكلة. في حين يمكن تقديم أسباب مختلفة تفسيرًا لارتفاع معدل الأمية في العالم العربي (تتفاوت من سياسي، إلى اجتماعي، إلى اقتصادي)، ستركز هذه الورقة على عامل واحد أعتقد أنه مسؤول إلى حد كبير عن استمرار الأمية في العالم العربي. البلدان الناطقة بالعربية، أي عدم التطابق بين اللغة العربية المنطوقة (العامية المحلية) والعربية الأدبية، وهو وضع لغوي أصبح يطلق عليه الازدواج اللغوي. من أجل توضيح كيف وإلى أي مدى تسهم ظاهرة الازدواج اللغوي في البلدان الناطقة بالعربية ليس فقط في الأمية، ولكن أيضًا في ضعف التحصيل الدراسي للطلاب العرب، من المهم أولاً شرح ما نعنيه بالأمية والازدواج اللغوي.
- الغرض من البحث
-
السؤال المطروح الآن هو: كيف تؤثر البيئة المزدوجة اللغة في الدول العربية في قدرة الناس على أداء هذه الوظائف، مما يحدّ من قدرتهم على السيطرة على حياتهم وأن يصبحوا أعضاء فاعلين في تنمية مجتمعاتهم؟ يتساوى في الأهمية مسألة إذا ما كانت هذه البيئة المزدوجة اللغة تؤثر في التحصيل الأكاديمي للطلاب وكيفية تأثيرها. قبل محاولة إلقاء بعض الضوء على هذه الأسئلة، نحتاج إلى فهم ازدواجية اللغة نفسها.
- العينة: نوعها وحجمها
-
تتناول هذه الورقة الأثر السلبي للوضع اللغوي في العالم العربي، والذي يتميز بظاهرة ازدواجية اللغة، في قدرة الأطفال العرب على اكتساب مهارات القراءة والكتابة باللغة العربية. ومن ثم على تحصيلهم الأكاديمي بشكل عام. وتُناقَش العقبات المحددة التي تفرضها ازدواجية اللغة العربية المعاصرة في اكتساب القرائية، بما في ذلك مواقف الآباء والمعلمين من الأشكال العامية (المحكية) والمعيارية (الفصحى) للغة العربية. وقد اقتُرحت بعض العلاجات. وتشمل تعديل النص العربي، وتحسين مكانة اللغة العربية بوصفها لغة تدريس في المدارس، حيث يتم استبدالها غالبًا بالإنجليزية أو الفرنسية. قبل كل شيء، تؤكد الورقة ضرورة تعريض الأطفال الصغار للغة العربية الأدبية، بوسائل مثل قراءة القصة للأطفال في مرحلة ما قبل المدرسة، بحيث لا تكون، في الواقع، لغة أخرى يجب عليهم تعلمها بمجرد دخولهم المدرسة.
- إجراءات تنفيذ الدراسة
-
أدرك العديد من المثقفين والمربين العرب التأثير السلبي لازدواج اللغة في التحصيل التعليمي واكتساب القرائية لدى الأطفال العرب. ودعا العديد منهم إلى استخدام العامية المحلية بوصفها وسيلةً للتعليم من أجل التغلب على عدم التوافق بين اللغات المنطوقة والمكتوبة. لقد قيل إن التحدي الذي يمثله تعلم اللغة العربية الفصحى يُثقل كاهل الطفل العربي بشكل كبير، ويؤخر تعلمه/ تعلمها للمهارات الأكاديمية حتى يتقن لغة القرائية (اللغة العربية الأدبية)، إن وجدت. وبعبارة أخرى: ما مدى سهولة الأمر إذا كان على الطالب الكتابة باللسان الذي يتحدث به فقط بدلًا من إجباره على الكتابة بِلُغة غريبة هي على الجيل الحالي من المصريين، مثل غرابة اللغة اللاتينية بالنسبة إلى الشعب الإيطالي. يأتي دعم استخدام اللغة المحلية بوصفها وسيلةً للقرائية من تقرير اليونسكو (اليونسكو 1968). يدعو هذا التقرير إلى استخدام اللغة الأم في المراحل الأولى من التعليم لتسهيل الانتقال السلس إلى لغة المدرسة، حتى عندما يجب استخدام لغة أخرى لمزيد من التدريب. والحجة التي يُستند إليها، هي كما يلي: من الأفضل، من الناحيتين النفسية والتربوية، تحقيق معرفة القراءة والكتابة من خلال قفزتين قصيرتين (أي من الأمية إلى معرفة القراءة والكتابة باللغة الأم، ومن معرفة القراءة والكتابة باللغة الأم إلى معرفة القراءة والكتابة في لغة ثانية) من خلال قفزة طويلة واحدة (أي من الأمّية في اللغة الأم إلى معرفة القراءة والكتابة بلغة ثانية). هذا الرأي مدعوم أيضًا بالعديد من الدراسات التي أجريت في الولايات المتحدة حول العلاقة بين لغة التدريس والتحصيل الأكاديمي للطلاب. اقترحت مثل هذه الدراسات أن وجود طلاب الأقليات الذين تختلف لغتهم العامية عن اللغة الإنجليزية المعيارية هو المسؤول عن الفشل الهائل في تدريس القراءة والمهارات الأخرى القائمة على اللغة. نتيجة لذلك، ليس من غير المألوف في العديد من المدارس الأمريكية أن تجد طلابًا من الأقليات يدرسون بلغاتهم المحلية، مثل الإسبانية والإنجليزية الأمريكية الأفريقية، من أجل تسهيل اكتساب مهارات القراءة والكتابة.
- نتائج الدراسة
-
مشكلة الأمية في العالم العربي حادّة. البيئة اللغوية، التي تتميز بازدواجية اللغة وثنائية اللغة، لا تفضي إلى اكتساب معرفة القراءة والكتابة، وهي مسؤولة جزئيًّا عن عدم المشاركة الفعالة لعدد كبير من السكان العرب في تنمية مجتمعاتهم. من أجل التخفيف من التأثير السلبي لهذه البيئة، هناك جهود جماعية مطلوبة من أولياء الأمور والمعلمين واللسانيين وصانعي السياسات اللغوية. هناك حجة في هذه الورقة أنه من المهم تعريض الأطفال للغة العربية الأدبية خلال السنوات القليلة الأولى من الحياة من أجل تمهيد الطريق لإتقان لغة التدريس، العربية. علاوة على ذلك، فقد قيل إن استخدام اللغة العربية الأدبية يحتاج إلى تعزيز في السياق الأكاديمي من خلال جعلها لغة تدريس مختلف المواد العلمية، وليس فقط المواد الأدبية. إن تقوية اللغة العربية الأدبية بوصفها لغةً للتدريس سيعزز حاجة جميع الطلاب لإتقانها لضمان النجاح الأكاديمي.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
يمكن الإفادة من نتائج هذا البحث في مجالات عدة منها: • أهمية تعزيز اللغة العربية لغةً لتدريس المواد العلمية، لإنشاء تفكير علمي باللغة العربية لتحقيق التوازن الذهني لدى المتعلمين. • تعريض صغار المتعلمين للغة العربية الفصحى منذ بدايات التعلم وغمرهم في بيئة فصيحة، من شأنه توفير فرص تعلمية أكثر لإتقان اللغة العربية.
- التوثيق
-
Ayari, S. (1996). Diglossia and illiteracy in the Arab world. Language, Culture and Curriculum, 9(3), 243-253.