ترجمة البحث العلمي

العودة الى ترجمة البحث العلمي
دور التحليل الصرفي في قراءة الكلمات المركبة في اللغة العربية خلال سنوات المرحلة الابتدائية
  • وصف عام للبحث
  • درس الباحثون دور المعالجة الصرفية في قراءة الصيغ الاشتقاقية والصيغ التصريفية في اللغة العربية، وهي لغة غنية صرفيًا، وذلك لدى 228 تلميذًا في الصف الأول و230 تلميذًا في الصف الثاني. كانت جميع الكلمات التي تم اختبارها معقدة صرفيًا، مع اختلافات في عدد المورفيمات وشفافية الجذر الصرفي.

    الكلمات التصريفية احتوت على ثلاثة مورفيمات وكانت ذات شفافية عالية للجذر.

    الكلمات الاشتقاقية احتوت على مورفيمين فقط وكانت أقل شفافية للجذر.

    أظهرت النتائج أنه، على الرغم من تساوي الكلمات التصريفية والاشتقاقية في التكرار والطول المقطعي، إلا أن أداء القراءة كان أفضل في الكلمات الاشتقاقية مقارنة بالكلمات التصريفية. بمعنى أن الكلمات التصريفية ثلاثية المورفيمات وذات الشفافية العالية تم قراءتها بشكل أبطأ ورافقها عدد أكبر من الأخطاء مقارنة بـالكلمات الاشتقاقية ثنائية المورفيمات والأقل شفافية.

    تشير هذه الفروق في الأداء إلى أن المبتدئين الناطقين بالعربية يستخدمون عملية التحليل الصرفي أثناء القراءة، وهو ما ينعكس في دقة القراءة وطلاقتها. تؤكد النتائج على الدور المهم للمورفولوجيا في عملية القراءة، حتى في سن مبكرة، إلى جانب دورها في اكتساب مهارات القراءة.

  • الغرض من البحث
  • الصرف العربي ودوره في عملية القراءة

    تتميز اللغة العربية ببنية صرفية خطية وغير خطية.

    • التكوين الصرفي الخطي: يُستخدم عادةً لتصريف الكلمات بإضافة لواحق، كما في: الجمع أو الإضافات الملكية (في الصيغ المنتظمة): مثال: رَسْمَة (تعني 'لوحة') + لاحقة جمع المؤنث ـات ← رَسْمَات.
    • التكوين الصرفي غير الخطي: ظهر في جموع التكسير أو بعض الإضافات غير المنتظمة، حيث يتغير البناء الداخلي للكلمة:
    • جموع التكسير: مثال: مَكْتَب← مَكَاتِب (بتطبيق وزن مفَاعِل).هنا تتغير الحركات والحروف داخل الجذر نفسه (عملية غير خطية).
    • الإضافات الملكية غير المنتظمة: مثال: رَسْمَة + ـي (للملكية 'لي') ← رَسْمَتِي (بتعويض [ ـة] بـ[ ـت] قبل إضافة اللاحقة).

    الدلالة التعليمية: هذه الخصائص تجعل النظام الصرفي العربي:

    • غنيًا (يوفر مرونة في اشتقاق الكلمات).
    • معقدًا (يتطلب وعيًا بالأنماط الخطية وغير الخطية، خاصةً للمتعلمين الصغار).

    وتُظهر الدراسات أن فهم هذه الآليات يساعد في تطوير طرق تعليم القراءة الفعّالة للناطقين بالعربية وغير الناطقين بها.

    التكوين غير الخطي في الصرف العربي

    يُستخدم التكوين غير الخطي بشكل رئيسي لاشتقاق الكلمات في العربية عبر عملية يتم فيها نسج جذر consonantal (يدل على العائلة الدلالية) ضمن نمط صوتي vocalic pattern.

    خصائص هذه العملية:

    • النمط الصوتي: قد يكون فعليًا (صيغة الفعل) أو اسميًا (صيغة الاسم). يتكون من حروف علة وحروف ساكنة، ويحدد السمات النحوية والدلالية للكلمة. ومثال ذلك: كلمة كَتَبَ (فعل ماضٍ): نُسج الجذر ك-ت-ب في النمط الصوتي CVCVC (حرف-حركة-حرف-حركة-حرف). أما كلمة مَكْتُوب (اسم مفعول): فلئن كانت متصلة بالجذر نفسه ك-ت-ب فإن نمطها هو CVCCVC وهي تُنتج معنى مختلفًا.
    • السمة الثانية: استخدام المورفيمات المقيدة: تميل العربية لاستخدام مورفيمات ملتصقة (بادئات أو لواحق) لإنشاء كلمات معقدة ودقيقة. ومثال ذلك: عبارة "وسنقابلهم" التي تُختزل في كلمة واحدة مركبة: وَسَنُقَابِلُهُمْ (تضم: أداة العطف "و" + أداة الاستقبال "س" + ضمير الفاعل "ن" + الجذر "ق-ب-ل" + ضمير المفعول "هم").

    *هذه الخصائص تجعل الصرف العربي نظامًا فريدًا في:

    • الكثافة الدلالية (تعبير معقد بكلمة واحدة).
    • المرونة الاشتقاقية (اشتقاق متعدد من جذر واحد).

    البنية الصرفية العربية بين الثراء والشفافية

    على الرغم من ثراء وتعقيد الصرف العربي، إلا أنه يظهر بشكل شفاف في الكتابة المطبوعة، حيث يحافظ في معظم الأحيان على تسلسل المورفيمات الجذرية التي تشكل قلب الكلمة، بينما يتم تمثيل النمط الصوتي عبر التشكيل (في العربية المنقوطة) ووحدات الحروف الساكنة. إلى جانب تعقيدها الصرفي، تتميز العربية بوضعية الازدواجية اللغوية وأبجديتها المعقدة:

    • الازدواجية: تشير إلى وجود نسختين من اللغة:
    • اللهجة المحكية: يستخدمها الأطفال في التواصل الشفوي حتى مرحلة ما قبل المدرسة.
    • الفصحى: يبدأ اكتسابها عبر التعليم المنهجي في المدرسة.
    • الفجوة اللغوية: تظهر الاختلافات بين النسختين على جميع المستويات اللغوية، مما قد يؤدي إلى تأخر في نضج المكونات اللغوية الأساسية لدى الأطفال.
    • دور الصرف في تجسير الفجوة:

      رغم تحديات القراءة في بيئة ازدواجية، يمكن للصرف الاشتقاقي أن يسهم في تقريب الفجوة بسبب:

      • التشابه في الأنماط الصرفية بين الفصحى والعامية: كلتا النسختين تعتمد على نسج الجذر في أنماط صوتية. وحتى مع اختلاف الجذور أحيانًا، تظل الأنماط الصوتية مترابطة بشكل شفاف.
      • سهولة الاشتقاقات مقارنة بالتصريفات: أظهرت دراسات أن الوعي الاشتقاقي يتنبأ بفهم القراءة أفضل من الوعي التصريفي. مع ذلك، لم يُختبر بعدُ تأثير تعقيد الكلمات (اشتقاقية vs. تصريفية) على دقة القراءة لدى الناطقين بالعربية.

      الأهمية التربوية:

      يفترض أن للمعالجة الصرفية دور حاسم في تطوير المهارات القرائية، نظرًا لشيوع التعقيد الصرفي في النصوص المكتوبة. هذه النتائج تُسلط الضوء على الحاجة إلى: تعزيز الوعي الصرفي في المناهج المدرسية، وإلى تصميم أنشطة تربط بين الأنماط الصوتية في النسختين المحكية والفصحى.

      تفتح الدراسة الباب أمام أبحاث مستقبلية لاختبار فرضية سهولة قراءة الاشتقاقات مقارنة بالتصريفات في العربية.

      الدراسة الحالية

      في هذه الدراسة، فحص الباحثون أداء القراءة للكلمات العربية ذات البنية الصرفية المعقدة لدى تلاميذ الصفين الأول والثاني، بما فيهم القراء العاديون والضعاف. هدفت الدراسة بشكل رئيسي إلى تحليل تأثير خصائص الصرف العربية (التعقيد والشفافية) على دقة القراءة وطلاقتها.

      منهجية الدراسة

      • مقارنة بين الاشتقاقات والتصريفات: تم اختيار كلمات متطابقة في الألفة والطول المقطعـي، لكنها اختلفت في:
        • مستوى التعقيد: عدد المورفيمات (الوحدات الصرفية) في الكلمة.
        • الاشتقاقات: مورفيمان (جذر + نمط صوتي).
        • التصريفات: ثلاثة مورفيمات (جذر + نمط صوتي + لواحق).
        • الشفافية الصرفية: مدى وضوح تسلسل حروف الجذر.
        • في الاشتقاقات: يتداخل الجذر مع حروف العلة (مثال: كاتب←الجذر "ك.ت.ب" يتخلله حرف الألف).
        • في التصريفات: يظل تسلسل حروف الجذر سليمًا (مثال: يكتبون ← الجذر "ك.ت.ب" واضح مع لواحق المضارع والجمع).
      • ضبط المتغيرات: تم التحكم في طول المقاطع وألفة الكلمات لتركيز النتائج على تأثير التعقيد والشفافية الصرفية.
      • المشاركون: تلاميذ من الصفين الأول والثاني، بما فيهم قراء عاديون وضعاف.

        الفرضيات والأسئلة البحثية

        • التأثير المتوقع للشفافية: قد تكون التصريفات أسهل قراءةً بسبب وضوح جذرها، رغم احتوائها على مورفيمات أكثر.
        • التأثير المتوقع للتعقيد: وفقًا لنماذج المسار المزدوج، قد تؤدي زيادة عدد المورفيمات (كما في التصريفات) إلى بطء القراءة وزيادة الأخطاء، حتى مع شفافية الجذر.
        • أهمية الدراسة: تُعدُّ هذه الدراسة أول بحث يُقارن أداء القراءة للكلمات الاشتقاقية والتصريفية في العربية، مع التركيز على
        • دور الوعي الصرفي في اكتساب القراءة.

          الفروق بين القراء العاديين والضعفاء في معالجة البنية الصرفية.

      قد تُسهم النتائج في تطوير استراتيجيات تعليمية تُعزز اكتساب القراءة عبر التركيز على الخصائص الصرفية للعربية.

  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • المنهجية

    المشاركون: شارك في هذه الدراسة 458 طفلًا ناطقًا بالعربية (208 ابنًا و250 بنتًا)، منهم:

    • 228 تلميذًا من الصف الأول (متوسط العمر بالأشهر = 83.8؛ الانحراف المعياري = 9.5).
    • 230 تلميذًا من الصف الثاني (متوسط العمر بالأشهر = 95.6؛ الانحراف المعياري = 10.2).

    خصائص العينة:

    • جرى اختيار المشاركين من 33 مدرسة عربية في شمال ووسط وجنوب إسرائيل، لتمثيل خلفيات اجتماعية-اقتصادية متنوعة.
    • تم اختيار 7-8 أطفال عشوائيًا من كل صف بواسطة باحثين معتمدين.
    • حصلت الدراسة على موافقة اللجنة الأخلاقية في الكلية الأكاديمية العربية في حيفا، مع تقديم موافقة خطية من أولياء الأمور.
    • استُبعد الأطفال ذوي الإعاقات البصرية أو السمعية أو اللغوية أو العقلية.

    تصنيف المجموعات:

    • لتمييز الأطفال ذوي الأداء الطبيعي عن ذوي صعوبات القراءة:
      • القراء الضعاف: الأطفال الذين سجلوا 25% أو أقل في اختبار طلاقة القراءة (الدقة والسرعة) للكلمات الزائفة.
      • القراء العاديون: من سجلوا 30% أو أعلى.
    • بلغ عدد ضعاف القراءة 112 طفلًا، مقابل 289 طفلًا في المجموعة العادية.
    • أظهر تحليل الارتباط تشابهًا بين أداء الكلمات الزائفة والأداء الصرفي (الاشتقاقي: r = 0.72؛ التصريفي: r = 0.75)، مما يضمن عدم تأثير هذا الارتباط على النتائج.

    أدوات القياس

    • اختبار قراءة الكلمات:

      طُلب من الأطفال قراءة قائمتين منعزلتين (30 كلمة لكل منهما):كلمات تصريفية (ذات تعقيد صرفي أعلى). كلمات اشتقاقية (ذات شفافية جذرية أقل). جرى التحكم في ألفة الكلمات بسبب الازدواجية اللغوية في العربية، حيث قام 57 معلمًا بتقييم الألفة على مقياس من 1 إلى 5. لم تظهر فروق معنوية في الألفة بين الكلمات الاشتقاقية (M = 3.95) والتصريفية (M = 3.62) (t(57) = 1.57, p > 0.05).

    • تحليل الطلاقة والدقة:

      فُحصت الطلاقة والدقة بشكل منفصل للمهمات نفسها، مع إجراء تحليل ارتباطي لتجنب التعددية الخطية. أظهر التحليل ارتباطًا متوسطًا بين مكوني القراءة (الدقة والسرعة) في كل قائمة كلمات.

    قراءة الكلمات الاشتقاقية:

    اختبر هذا المقياس دقة القراءة وطلاقتها للكلمات الاشتقاقية المنفصلة في اللغة العربية. تكونت المهمة من 30 كلمة، موزعة بالتساوي بين الأفعال (15) والأسماء (15)، المشتقة من 30 جذرًا ثلاثيًا مختلفًا. احتوت جميع الكلمات الاشتقاقية على مورفيمين: نمط وجذر. تم اختيار الجذور من كتب الأطفال المدرسية للصف الأول. بناءً على الجذور المختارة، تم اشتقاق 30 كلمة مستهدفة بشكل غير خطي باستخدام أنماط صوتية مختلفة (مثل فاعل، مفعول).

    أدى التشكيل غير الخطي للجذر والنمط في هذه القائمة إلى تداخل في تسلسل حروف الجذر الصرفية بسبب الحروف التي تشكل جزءًا من النمط الصوتي. على سبيل المثال، عند نسج الجذر /خ.ر.ج/ في النمط الصوتي /فاعل/، تتشكل الكلمة "خارج"، حيث لا يتم الحفاظ على التسلسل الأصلي لحروف الجذر. تراوح طول الكلمات بين مقطعين إلى أربعة مقاطع، بإجمالي 90 مقطعًا في القائمة. طُلب من المشارك قراءة الكلمات بأعلى دقة ممكنة وبالسرعة المناسبة له. تم احتساب الدرجة بناءً على عدد الكلمات المقروءة بشكل صحيح، بحد أقصى 30 درجة. تم قياس الطلاقة بعدد الكلمات المقروءة بشكل صحيح في الدقيقة. بلغ معامل ثبات الاختبار (ألفا كرونباخ) 0.91 للصف الأول و0.90 للصف الثاني.

    قراءة الكلمات التصريفية:

    اختبر هذا المقياس دقة القراءة وطلاقتها للكلمات التصريفية المنفصلة في العربية. تكونت المهمة من 30 كلمة مصرفة من الجذور الثلاثية نفسها المستخدمة في قائمة الكلمات الاشتقاقية، لتقليل الفروق في الألفة بين القائمتين. تم تصريف الكلمات حسب الضمير، العدد، الجنس، والزمن (ماضي، مضارع، أمر)، مع التحكم في التوزيع المتساوي للأفعال (15) والأسماء (15). كما في القائمة الاشتقاقية، تراوحت الكلمات بين مقطعين إلى أربعة مقاطع، بإجمالي 93 مقطعًا.

    تمت مطابقة طول قائمتي الاشتقاق والتصريف بعناية. على عكس الاشتقاقات، تتم تصريفات الكلمات بإضافة لواحق في البداية والنهاية دون مقاطعة تسلسل حروف الجذر، مما يجعل النمط الإملائي أكثر اتساقًا وشفافية. على سبيل المثال، إذا كان الجذر /خ.ر.ج/ والتصريف للضمير "نحن" في الزمن الماضي، تصبح الكلمة "خرجنا" بإضافة لاحقة "نا". طُلب من المشارك القراءة بأعلى دقة ممكنة وبالسرعة المناسبة له. تم احتساب الدرجة بعدد الكلمات المقروءة بشكل صحيح (بحد أقصى 30)، وتم قياس الطلاقة بعدد الكلمات الصحيحة في الدقيقة. بلغ معامل الثبات 0.90 للصف الأول و0.87 للصف الثاني.

    الإجراءات

    تم اختبار المشاركين بشكل فردي من قبل الفاحص في غرفة هادئة خلال الثلث الثالث من العام الدراسي (بين شهري أبريل ويونيو). تم ذلك في جلسة واحدة، مع أخذ استراحة قصيرة لمدة عدة دقائق بين القائمتين (قائمة الكلمات الاشتقاقية وقائمة الكلمات التصريفية).

    ولتجنب تأثير ترتيب الاختبارات، بدأ نصف الأطفال بقراءة القائمة الاشتقاقية بينما بدأ النصف الآخر بالقائمة التصريفية. وجدير بالذكر أن جميع الفاحصين كانوا طلابًا في مجال التربية، وقد تلقوا جميعًا تدريبًا خاصًا ومفصلًا حول كيفية إجراء المهام المختلفة على نحو صحيح.

  • نتائج الدراسة
  • تعرض نتائج الدراسة متوسط أداء الأطفال وانحرافاتهم المعيارية في الكلمات الاشتقاقية والتصريفية، لكل من الصفين الدراسيين ومجموعتي القراء (العاديين والضعفاء). تظهر النتائج عدم وجود تأثير للسقف أو القاع، رغم أن مجموعة القراء الضعفاء في كلا الصفين أظهرت متوسط درجات أقل في دقة وطلاقة قراءة التصريفات مقارنة بالقراء العاديين.

    كشفت تحليلات التباين متعدد المتغيرات مع القياسات المتكررة للمشاركين كلهم (الصف الأول والثاني) عن تأثير رئيسي ذو دلالة إحصائية لنوع الكلمة ونوع القارئ في كلا مقياسي القراءة. يعزى تأثير حالة نوع الكلمة إلى الأداء الأعلى في الصرف الاشتقاقي مقارنة بالتصريفي في كلا مجموعتي القراء. ومع ذلك، فقد وجد تفاعل ذو دلالة إحصائية بين نوع الكلمة والمجموعة فقط في الطلاقة، وليس في الدقة.

    اختلافات المستوى الصفي لفحص الفروق بين الصفين في تأثير نوع الكلمة الصرفية، أجريت تحليلات التباين ثنائية الاتجاه مع قياسات متكررة بشكل منفصل لمجموعتي القراء العاديين والضعفاء، لكل من دقة القراءة وطلاقتها. لم يكن التفاعل بين نوع الكلمة والمستوى الصفي ذا دلالة إحصائية لا للقراء العاديين (F(1,286)=3.2، p>0.05، η2=0.01) ولا للقراء الضعفاء (F(1,109)=0.04، p>0.05، η2=0.01) في دقة القراءة، مما يشير إلى فجوة ثابتة بين قراءة الكلمات الاشتقاقية والتصريفية عبر المستويات الصفية.

    بخلاف دقة القراءة، كان التفاعل بين حالة نوع الكلمة والمستوى الصفي في طلاقة القراءة ذا دلالة إحصائية لمجموعة القراء العاديين (F(1,207)=27.4، p<0.001، η2=0.09) وكذلك للقراء الضعفاء (F(1,207)=10.8، p<0.01، η2=0.09)، مما يشير إلى فجوة أكبر بين الصرف الاشتقاقي والتصريفي في المستوى الصفي المتقدم.

    كانت التأثيرات الرئيسية ذات دلالة إحصائية لنوع الكلمة (F(1,286)=260.5، p<0.001، η2=0.48) لصالح الاشتقاقات في كل من القراء العاديين والضعاف (F(1,208)=64.0، p<0.001، η2=0.37). كما لوحظ تأثير ذو دلالة إحصائية للمستوى الصفي في كل من القراء العاديين (F(2,208)=66.9، p<0.001، η2=0.19) والضعاف (F(1,208)=44.5، p<0.001، η2=0.29)، مما يشير إلى أداء أفضل في الطلاقة في الصف الثاني مقارنة بالصف الأول. أي أن النتائج تكشف أن كلا مجموعتي القراء قرأت الاشتقاقات بشكل أسرع من التصريفات وأظهرت تأثيرًا تطوريًا ذا دلالة إحصائية للمستوى الصفي.

  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • في هذه الدراسة، بحث الدارسون كيف يمكن للبنية الصرفية للكلمات أن تؤثر في أداء القراءة باللغة العربية لدى تلاميذ الصفين الأول والثاني. فقارنوا بين قراءة كلمات تختلف في درجة التعقيد ومستوى الشفافية الصرفية. حيث تألفت الكلمات التصريفية من ثلاثة مورفيمات (جذر، ونمط صوتي، ولاحقة) مع شفافية عالية للجذر الصرفي، بينما تألفت الكلمات الاشتقاقية من مورفيمين (جذر ونمط صوتي) مع شفافية أقل للجذر - مثل الجذر غير المتتابع. تمت مطابقة الكلمات في درجة الألفة والطول المقطعي.

    كشفت النتائج أن الكلمات الثلاثية المورفيمات (التصريفات) قُرئت ببطء أكثر وشملت أخطاءً أكثر، مقارنة بالكلمات ثنائية المورفيمات (الاشتقاقات). وُجدت هذه الفروق في كلا الصفين المدروسين وفي كلتا مجموعتي القراء، بالرغم من المطابقة بين نوعي الكلمات في الجذر الصرفي والطول المقطعي ودرجة الألفة.

    يمكن تفسير هذه النتائج بطرائق عدة:

    أولًا: قد يؤثر التعقيد الصرفي، المتمثل في عدد المورفيمات، على عملية تفكيك الكلمات ويؤخر قراءتها. وفقًا لنماذج المسار المزدوج، يستخدم القارئ عملية التكوين لاسترجاع معاني الكلمات، وتُعدُّ مفيدة جدًا في قراءة الكلمات المعقدة. يعتمد تفعيل مسار التفكيك على خصائص اللغة الفريدة ومهارات القارئ. ومن ثم فإن التعقيد الصرفي (والإملائي) للغة العربية، بالإضافة إلى البعد اللغوي بين العربية العامية والفصحى، قد يشجع القراء على استخدام هذه الاستراتيجية في القراءة.

    ثانيًا: كما اقترح بعض الباحثين أن يستخدم القراء جميع الخصائص المتاحة لقراءة الكلمة، إذ تُعَدُّ المورفيمات جزءًا مهمًا من هذه العملية، خاصة عند التعامل مع الكلمات المعقدة؛ أي إن الأطفال يستخدمون، بالتوازي مع فك التشفير الصوتي، عملية تفكيك صرفي تدعم فك رموز الكلمات في وقت مبكر مثل الصفين الأول والثاني.

    من الجدير بالذكر أنه على الرغم من أن معظم نماذج المسار المزدوج تعتمد على لغات ذات صرف خطي يعتبر أبسط، إلا أنه من المفترض أن تظهر عملية التفكيك في اللغات ذات الصرف غير الخطي أيضًا. في هذه الحالة، يتم تفكيك الكلمة إلى جذر ونمط صوتي. في بعض الحالات، مثل نظام التصريف في العربية، تتشكل الكلمات بكل من الإجراءات الخطية وغير الخطية، وتحتوي على ثلاثة مورفيمات على الأقل: جذر منسوج في نمط صوتي ولاحقة ملحقة بالكلمة. ومن ثم يمكن أن تكون عملية تفكيك هذه الأشكال المعقدة مستهلكة للوقت - وهي عملية تنعكس في القراءة، كما وجد في النتائج الحالية. وذلك على الرغم من الاختلافات في شفافية الجذر الصرفي.

    مثلما ذكرنا سابقًا، تألفت كلتا مجموعتي الكلمات من نفس الجذر. ومع ذلك، كان الجذر، الذي يوفر المعنى الأساسي للكلمة، شفافًا إملائيًا بدرجة عالية في التصريفات، محافظًا على تسلسل حروفه. في الاشتقاقات، من ناحية أخرى، انقطع تسلسل حروف الجذر بسبب حروف العلة المنسوجة بينها. قُرئت التصريفات ببطء على الرغم من شفافية الجذر، مما يشير إلى أن التعقيد الصرفي قد يكون له تأثير حاسم على عملية القراءة. وعلاوة على ذلك، من الممكن أنه نظرًا لأن الجذر يفترض أن يتم تمثيله عقليًا في اللغات الدلالية ويخدم كجسر لمعاني الكلمات، فإن مستوى شفافيته أقل أهمية. قد يحدد القراء بسهولة وحدة الجذر الصرفي-الإملائي، حتى عندما تقاطع حروف العلّة تسلسله.

    أحد التفسيرات المحتملة لهذه النتائج تكمن في سمة الازدواجية اللغوية في العربية. وفقًا لبعض الباحثين، فإن الاشتقاقات المكتوبة بالفصحى أقرب لغويًا لنظيراتها في العامية مقارنة بالتصريفات. مما يجعل قراءتها أيسر لقربها من اللغة اليومية المحكية. ومع ذلك، تمت مقارنة المجموعتين من حيث الألفة وفقًا لتقييم المعلمين. وبالرغم من أن تقييم المعلمين قد لا يكون دقيقًا تمامًا، فإنه يدعم فرضية تأثير التعقيد الصرفي على القراءة عبر عملية التفكيك الصرفي، مع الأخذ بعين الاعتبار عدد المورفيمات ونوع الإجراء (خطي مقابل غير خطي).

    هذا ينسجم مع طرح بعض الباحثين حول بناء التمثيل الصرفي-الإملائي بالتزامن مع اكتساب القراءة. إذ يطور القراء المبتدئون مخزونًا مورفيميًا في مراحل مبكرة، كما تدل عليه نتائج دراسات تدخلية سابقة أظهرت تحسنًا في الطلاقة والدقة بعد التدرب على عمليات التركيب والتفكيك الصرفي.

    تكتسب هذه العملية أهمية خاصة للقراء العرب الذين يواجهون تحديًا في ربط المكتوب بالمحكي. فالمعالجة الصرفية تدعم فك التشفير الصوتي في المراحل الأولى، وتؤدي دورًا محوريًا في تطور القراءة بالعربية. كما أن الشفافية الإملائية في الكتابة المنقوطة تتيح استخدام الأدلة الصرفية مبكرًا. بينما تدفع الازدواجية القراء لاستدعاء معلومات لغوية إضافية بجانب الفونولوجية.

    اللافت أن الفروق في الطلاقة بين التصريفات والاشتقاقات ظهرت لدى كلا المجموعتين (العاديين والضعفاء)، إذ تفوقت الاشتقاقات بالرغم من محاولة الضعاف تعويض صعوبات الفونولوجيا بالاعتماد على الأدلة الصرفية. مما يشير إلى استخدام جميع القراء للأدوات الصرفية المتاحة في عملية التفكيك، رغم ما تتطلبه من وقت وجهد في الكلمات المعقدة.

  • التوثيق
  • Ibrahim A. Asadi, Vered Vaknin‑Nusbaum and Haitham Taha. (2023).The Role of Morphological Decomposition in Reading Complex Words in Arabic in Elementary School Years, Journal of Psycholinguistic Research https://doi.org/10.1007/s10936-023-10024-x