العودة الى ترجمة البحث العلمي
تصورات معلمي اللغة العربية لإصلاح تقييمي قائم على المعايير في دولة الإمارات العربية المتحدة
- وصف عام للبحث
-
يخضع المنهاج اللغة العربية لإصلاحات في جميع أنحاء العالم العربي من أجل تحسين اكتساب الطلاب للغتهم الأم. وتهدف المبادرات التي ظهرت مؤخرًا – بما في ذلك المبادرات الممولة دوليًا – إلى إصلاح وتحديث تعليم اللغة العربية وتعلمها، إذ اعتمدت العديد من الدول العربية نموذجًا تعليميًا قائمًا على المعايير. ومع ذلك ثمة انحسار على مستوى الرؤية فيما يتعلق بكيفية تنفيذ هذا النموذج بنجاح على المستوى الوطني. وتبحث هذه الدراسة في طرائق ترجمة مهام المناهج الدراسية القائمة على المعايير إلى الممارسة العملية، وكيف ينظر المعلمون إلى تنفيذ المناهج العربية القائمة على المعايير في المدارس الحكومية في إمارة أبوظبي. وتستخدم الدراسة نموذج العينة القصدية والمنهج الاستكشافي من أجل جمع تجارب معلمي اللغة العربية الذين طبقوا المناهج الدراسية من عام 2010 إلى عام 2017. وتكشف نتائج الدراسة عن الخصائص الرئيسة والنجاحات والتحديات التي يواجهها نموذج التدريس القائم على المعايير كما يراها المعلمون. وتظهر النتائج كذلك أن ثمة إجماعًا على تطبيق منهج اللغة العربية القائم على المعايير بين المعلمين. بالإضافة إلى ذلك، فإن النتائج تُبيِّن أن النموذج التعليمي يتطلب تطويرًا مهنيًا مكثفًا وصارمًا ومستمرًا وتعاونيًا، مرافقًا بإرشاد وتوجيه في الفصل الدراسي، كما يتطلب جهودًا إصلاحية متكاملة من أجل تغيير الممارسات التربوية غير الفعالة وبناء قدرات دولة الإمارات العربية المتحدة في هذا المجال.
- الغرض من البحث
-
يوفر تطوير مناهج اللغة العربية الذي حصل في أبوظبي بين 2010 و2017 فرصة فريدة لدراسة آراء المعلمين في هذا التطوير. وتجيب هذه الدراسة عن الأسئلة البحثية الآتية: - كيف تلقى مدرسو اللغة العربية المناهج القائمة على المعايير؟ - ما التحديات التي واجهها المجيبون على الدراسة خلال عملية الانتقال إلى مناهج قائمة على المعايير؟ - وما النجاحات التي حققها المعلمون بفضل اعتمادهم المناهج القائمة على المعايير؟
- العينة: نوعها وحجمها
-
تم اختيار المشاركين في هذه الدراسة من مجموعة مكونة من 3357 معلمًا في المدارس الحكومية في أبوظبي، يدرسون الحلقة الأولى الابتدائية (الصفوف من الأول إلى الخامس). وقد تم اختيارهم على أساس تقنية أخذ العينات الهادفة لجمع معلومات غنية ومتعمقة. إذ قامت دائرة التعليم والمعرفة بترشيح المدارس المشاركة في هذه الدراسة. وقد نفذت المدارس المنهج العربي القائم على المعايير بنجاح، وكانت لديها الإمكانات لتوفير بيانات قيمة.
- إجراءات تنفيذ الدراسة
-
أُخذت الموافقات الأخلاقية لهذه الدراسة من لجنة الأخلاقيات من جامعة المؤلف الأول ومن دائرة التعليم بأبوظبي. وقد استُضيفت مجموعات الملاحظة في مدرستين، إحداهما في أبوظبي والأخرى في العين. وقد وقّع جميع المشاركين وثيقة التزام بضمان صحة المعلومات التي يدلون بها وبالسماح للباحثات بتسجيل المحادثات صوتيًّا. استغرقت كل مناقشة جماعية مركزة نحو 50 دقيقة. وقد استُخدم بروتوكول الأسئلة المسبقة للمساعدة في توجيه المناقشة، بشكل شبه منظم، وتم تطبيقه لمنح المعلمين الحرية في مناقشة أي أمر يرون أنه ذو صلة بالموضوع. وقد أدار باحث مساعد مدرَّب المناقشة الجماعية، وقام باحث مساعد آخر بتدوين الملاحظات وطرح أسئلة توضيحية في بعض الأحيان. تم تغيير ترتيب عدد المشاركين الذين يجيبون على كل سؤال باستمرار للسماح للمشاركين بفرصة عادلة للتعبير عن أنفسهم، وللحد من التحيز الذي يمكن أن يحدث من قبل الأعضاء ذوي الرأي القوي، ولتقليل الضغط على المشاركين الذين يبادرون دائمًا بالإجابة أولًا.
- نتائج الدراسة
-
استكشفت هذه الدراسة تفسير معلمي اللغة العربية لتطبيقها المنهج المبني على المعايير على مستوى إمارة أبوظبي. هذه الدراسة كشفت كيف ينظر المعلمون إلى تجاربهم أثناء تنفيذ المنهج الدراسي، والتحديات التي واجهوها في أثناء التحول إلى هذه المقاربة، والنجاحات التي حققوها في نهاية المطاف. ويمكن عرض نتائج هذه الدراسة وفق المحاور الأربعة الآتية، المنبثقة عن تحليل المحتوى الاستقرائي للبيانات: (1) السمات الرئيسية للمنهج القائم على المعايير كما يراها المعلمون؛ (2) المنهج القائم على المعايير وتنوع المحتوى؛ (3) المعلم والمنهج القائم على المعايير؛ و(4) الطالب والمناهج القائمة على المعايير. كان انخفاض أداء الطلاب العرب في اختبارات القراءة والكتابة الدولية موضوعًا لنقاش واسع النطاق في العالم العربي. ومن ثم، فقد تم اعتماد التعليم القائم على المعايير في عدد قليل من الدول العربية في العقد الماضي لتطوير تعليم اللغة العربية وتعلُّمها. وينبغي دراسة مثل هذه المبادرات عن كثب للبناء على النجاحات التي تحققها، ولسد الفجوات، وتجنب الإخفاقات مع تقدم الدول والأنظمة والمدارس في مسيرتها الرامية إلى تحسين اكتساب اللغة العربية، اللغة الأولى، لدى الطلاب في العالم العربي. ويُلاحظ أن دراسة تنفيذ مبادرات المناهج العربية القائمة على المعايير في الدول العربية لم تتم بشكل منهجي. لذلك، فهذه الدراسة تهدف إلى استخلاص الدروس الأساسية من حالة التنفيذ الفريدة التي توفرها رؤى من شأنها أن تفيد الدراسات المستقبلية وتُصلح السياسات الحالية. وقد استخدمت هذه الدراسة أخذ العينات النوعية الهادفة لجمع البيانات حول تطبيق منهاج اللغة العربية القائم على المعايير في مدارس أبوظبي. وقد أشار المعلمون في هذه الدراسة إلى أن اعتماد المنهج القائم على المعايير كان بمنزلة حافز لهم لتنمية المعارف والمهارات والكفاءات. كما كان معلمو اللغة العربية في أبوظبي إيجابيين بشأن تطوير مناهج اللغة العربية على أساس المعايير، إذ أكدوا وضوحها وأهميتها وجودتها العالية. أفاد المشاركون في هذه الدراسة أيضًا بالعديد من الآثار الإيجابية للتدريس القائم على المعايير، والذي يشمل تمكُّن الطلاب من أن يصبحوا أكثر مهارة وثقة، ويصبح المعلمون أكثر تمكينًا واستقلالًا، وأن تكون عملية تخطيط المعلمين أكثر تعاونية. ولئن وصف معلمو اللغة العربية المنهج المطبق في أبوظبي بأنه هادف ومفيد وجذاب؛ فقد كان يعدُّ قائمًا على التحدي كذلك. وقد شملت التحديات التي واجهت المعلمين: العدد الكبير لمؤشرات الأداء واتساع نطاقها، وامتداد مجموعة المهارات التي يجب تغطيتها، والنطاق المحدود للحفظ، وعدم الوضوح بشأن تطور المعايير. والواقع أن وجود الكثير من الوثائق التوجيهية عن المعايير والمؤشرات قد يُحبط محاولة المعلمين توفير توجيه مشترك يأخذون به.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
يركز المفهوم الكامل للتعليم المبني على المعايير على وجود أهداف بيّنة وأداء واضح ومؤشرات موحدة عبر المناطق التعليمية والمعلمين والمدارس. تمنح المعايير المسؤولين والمعلمين وأولياء الأمور لغة مشتركة واحدة حيث يمكنهم التواصل بوضوح وشفافية. وقد ركزت هذه الدراسة على تجربة دائرة التعليم والمعرفة في أبوظبي في تطبيق النموذج القائم على المعايير في المدارس التي تشرف عليها. وكانت آراء معلمي اللغة العربية الذين تمت مقابلتهم في هذه الدراسة إيجابية بشكل عام في نموذج المعايير وأشادوا به بوصفه النموذج الذي سمح لهم باستقلالية غير مسبوقة. بالإضافة إلى ذلك، فقد سلط المعلمون الضوء على الصرامة والمشاركة، وأهمية هذا النموذج لهم ولطلابهم. إذ التعليم المبني على المعايير يُلزم المعلمين بإيجاد حلول لتحديات التنفيذ من خلال التعاون بعضهم مع بعض ومساعدة بعضهم بعضًا في العثور على النصوص والمحتوى المثير للاهتمام الذي يمكن استخدامه في الفصل الدراسي. بالإضافة إلى ذلك، فقد ذكر المعلمون أن المعايير تعتمد على ذلك، وقد ساعد نموذج التدريس الذي نفذوه على إبراز مهارات التفكير العليا لدى الطلاب وكان تحسنهم النتيجة الرئيسية.