العودة الى بحوث زاي العلمية
إسهام الوعي الصرفي في فهم المقروء لدى تلاميذ الصف الثاني الناطقين باللغة العربية
- وصف عام للبحث
-
تعكس أنظمة الكتابة العمليات المعرفية التي تمكن القراء من استخلاص المعنى من النص المكتوب. فالنظام المعرفي هو "جهاز البحث عن الارتباط"، أي إنه نظام يستخدم جميع خصائص اللغة المتاحة لدعم عملية القراءة. فالبنية الصرفية، على سبيل المثال، تنعكس في التركيب الإملائي للكلمة في اللغة السامية، مما يسمح للقراء باستخدام علم الصرف لفك تشفير النص وفهمه. ويمكن استخدام الوعي بالمورفيمات (الوحدات الصرفية الدنيا = الكلمات) والقدرة على التصرف فيها لبناء الكلمات أو تحليلها (الوعي الصرفي) في فك رموز الأشكال الجديدة التي تظهر في النص وفي الوصول إلى معناها. وتُستخدَم هذه العملية بسهولة أكبر عندما تكون الكلمات شفافة من الناحية الصرفية.
- الغرض من البحث
-
الهدف الأساسي من الدراسة الحالية هو فحص إسهام الوعي التصريفي والاشتقاقي في فهم المقروء باللغة العربية في دراسة طولية قصيرة المدى على مدار الصف الثاني. إذ من المتوقع أن يظهر الأطفال تطورًا سريعًا في الوعي الصرفي بالنظر إلى
(1) الثراء الصرفي للغة؛ و
(2) حقيقة أن قواعد الإملاء تمثل الصرف بطريقة شفافة؛ و
(3) بحث يوضح الظهور المبكر للوعي الصرفي والمعالجة الصرفية في قراءة الكلمات العربية وتهجئتها. وبشكل أكثر تحديدًا، هدفت الدراسة إلى التحقق مما إذا كان الوعي الصرفي في بداية الصف الثاني سيتنبأ بالفهم القرائي في نهاية العام. وقد اختبرت الدراسة فئة عمرية أصغر من المستهدف في معظم الدراسات السابقة، بلغة ذات سمات صرفية وإملائية متميزة. - العينة: نوعها وحجمها
-
درست الباحثتان الإسهام الطولي للوعي التصريفي والاشتقاقات في فهم المقروء باللغة العربية، وهي لغة غنية صرفيًّا، بين 734 طالبًا في الصف الثاني. تم تقديم الوعي الصرفي والوعي الفونولوجي وفك تشفير الكلمات وفهم المقروء في بداية العام الدراسي ونهايته.
- إجراءات تنفيذ الدراسة
-
أشارت النتائج إلى تحسن مستوى الوعي الصرفي والقراءة لدى القراء على مدار العام. والأهم من ذلك، بشكل عام، أن الوعي الصرفي في بداية العام توقع فهم المقروء في نهاية العام. وعلاوة على ذلك، فقد تنبأ الوعي التصريفي في بداية العام بفهم المقروء في نهاية العام بين القراء ذوي المستويات المنخفضة من حيث الوعي الصرفي، في حين توقع كل من الوعي التصريفي والاشتقاقي فهم المقروء لدى القراء الذين يتصفون بالوعي الصرفي العالي، بما يتجاوز إسهام فك تشفير الكلمات. وتسلط النتائج الضوء على أهمية اختبار الوعي بالتصريف والمشتقات بشكل منفصل، والدور التفاضلي للوعي التصريفي والاشتقاقي في فهم المقروء باللغة العربية لدى صغار القراء من ذوي مستويات مختلفة من الوعي الصرفي.
- نتائج الدراسة
-
باختصار، فقد أظهرت الدراسة أن للوعي الصرفي دورًا مهمًّا في التنبؤ بالاستيعاب القرائي للغة العربية لدى طلاب الصف الثاني من ذوي المستويات العالية والمنخفضة من الوعي الصرفي. بالإضافة إلى ذلك، فإنه على الرغم من أن للوعي الصرفي دورًا مهمًّا في فهم المقروء، فإن الوعي بالمشتقات هو مؤشر أقوى بين طلاب الصف الثاني الناطقين بالعربية من الوعي التصريفي؛ وأخيرًا، فقد أظهر القراء الذين يعانون من حساسية منخفضة للأشكال المعقدة مثل المشتقات تحصيلًا ضعيفًا في فهم المقروء. وهذا يعني أن تقييم الوعي الصرفي للأطفال يجب أن يتم في وقت مبكر من بداية الصف الثاني واستخدامه أداةَ تشخيصٍ للحيلولة دون حصول صعوبات مستقبلية في القراءة. وعلاوة على ذلك، فثمة حاجة إلى تعليمات واضحة للأشكال الصرفية المعقدة جنبًا إلى جنب مع اكتساب القراءة، على نحو ما اقترحه بعض الباحثين، خصوصًا بالنسبة إلى الأطفال ذوي الوعي الصرفي المنخفض، على الأقل في اللغات التي تتميز بتركيبة غنية وشفافة إملائيًّا، على غرار اللغة العربية.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
يمكن الإفادة من نتائج هذا البحث في مجالات عدة منها: • ضرورة العناية في وقت مبكر جدًا بتطوير الوعي الصرفي للمتعلمين، لأن ذلك يؤدي دورًا مهمًا في فهم المقروء في اللغة العربية. • الدور المهم للوعي الصرفي في الفهم القرائي باللغة العربية، إذ هو تنعكس بشكل مباشر في نتائج التنبؤ التي تشير إلى أن مقاييس الوعي الصرفي المأخوذة في بداية الصف الثاني يتنبأ بفهم المقروء بشكل متميز في نهاية العام، بما يتجاوز مقاييس فك التشفير الفونولوجي.