ترجمة البحث العلمي

العودة الى ترجمة البحث العلمي
برنامج تدخّلي مجتمعي لتنمية القراءة من أجل المتعة لدى الأطفال الأردنيين
  • وصف عام للبحث
  • يُعَدّ برنامج نحن نحب القراءة (WLR) تدخّلًا قرائيًا مجتمعيّ الأساس يهدف إلى تنمية الاهتمام بالقراءة من أجل المتعة لدى الأطفال، وذلك عبر تعبئة أفراد من المجتمع المحلي لإنشاء مكتبات غير رسمية وتنظيم جلسات قراءة جهرية في الفضاءات العامة. يستهدف البرنامج بالدرجة الأولى الأطفال الذين تتراوح أعمارهم بين 4 و10 سنوات، غير أنّه مفتوح أيضًا للأطفال الأكبر سنًا. وقد بحثت الدراسة الحالية أثر برنامج نحن نحب القراءة WLR في ممارسات الأطفال واتجاهاتهم المتصلة بالقراءة من أجل المتعة.

    شارك في الدراسة 1718 طفلًا من مناطق مختلفة في الأردن. كان متوسط أعمار الأطفال 7.52 سنة (الانحراف المعياري = 2.12). تكوّنت مجموعة المعالجة من 1304 أطفال (59% إناث؛ متوسط العمر = 7.18 سنة، الانحراف المعياري = 2.16) تلقّوا برنامج نحن نحب القراءة على امتداد أربعة أشهر. أما مجموعة المقارنة فقد تكوّنت من 414 طفلًا (59% إناث؛ متوسط العمر = 8.50 سنة، الانحراف المعياري = 1.67) لم يشاركوا في أي برنامج قرائي. وقد استُخدمت أداتان للتقويم، مستمدتان من الأدبيات السابقة، لقياس اتجاهات القراءة وممارساتها. وأُخضعت البيانات للتحليل ضمن إطار نمذجة المعادلات البِنيويّة.

    وقد أظهرت النتائج زيادة طفيفة ولكن ذات دلالة إحصائية في درجات اتجاهات القراءة وممارسات القراءة لدى الأطفال الذين شاركوا في برنامج نحن نحب القراءة. وقد تبيّن الأثر الإيجابي لدى الأطفال من مختلف الأعمار ولدى الجنسين على حدّ سواء.

    أظهر تحليل الفروق بين مجموعة برنامج نحن نحب القراءة ومجموعة المقارنة تفوّقًا طفيفًا لصالح مجموعة WLR. وتقدّم النتائج دعمًا أوليًا للبرنامج بوصفه تدخّلًا قرائيًا مجتمعيًا واعدًا لتعزيز القراءة من أجل المتعة بين الأطفال.

  • الغرض من البحث
  • كان الهدف الرئيس من الدراسة الحالية اختبار أثر برنامج نحن نحب القراءة (WLR) في اتجاهات الأطفال نحو القراءة وفي ممارساتهم القرائية. وباستخدام تصميم قبلي–بعدي للتدخل، قام الباحثون بدراسة التغيّرات في اتجاهات القراءة وممارساتها لدى الأطفال الذين شاركوا بانتظام في جلسات القراءة الجهرية التي ينظمها البرنامج على امتداد أربعة أشهر. وقد توقّع الباحثون أن يجدوا تحسّنًا دالًّا في اتجاهات القراءة وممارساتها من القياس القبلي إلى القياس البَعدي.

    فضلًا عن ذلك، ضمّ البحث مجموعة مقارنة من الأطفال في القياس البَعدي لم يشاركوا في برنامج نحن نحب القراءة ، وقارن الباحثون اتجاهاتهم وممارساتهم القرائية مع نظرائهم في مجموعة WLR. وبعد التحقّق من تكافؤ خط الأساس (أي تكافؤ اتجاهات القراءة وممارساتها في القياس القبلي لدى أطفال مجموعة برنامج نحن نحب القراءة مع اتجاهات القراءة وممارساتها لدى أطفال مجموعة المقارنة)، توقّع الباحثون أن نجد درجات أعلى دلالةً إحصائية في القياس البَعدي لدى أطفال مجموعة برنامج نحن نحب القراءة مقارنة بمجموعة المقارنة.

    واستنادًا إلى الأدبيات السابقة التي أشارت إلى أنّ اتجاهات القراءة تصبح أكثر سلبية مع التقدّم في العمر، وأنّ اتجاهات القراءة لدى الذكور أقل إيجابية منها لدى الإناث، قام الباحثون بالتحكّم بمتغيّري العمر والجنس في التحليلات.

  • العينة: نوعها وحجمها
  • استخدمت الدراسة الحالية بيانات من برنامج نحن نحب القراءة (WLR) الذي حظي بدعم من منظمة اليونيسف (اتفاقية تعاون البرنامج رقم 8/2015) بين عامي 2015 و2018، وذلك في إطار الحملة الوطنية «التعلّم للجميع» في الأردن. وخلال تلك الفترة، استهدف البرنامج ما مجموعه 12,750 طفلًا في أنحاء البلاد. وقد جُمعت بيانات هذه الدراسة خلال السنة الأخيرة من فترة تمويل المشروع.

    قبل جمع البيانات، طلب سفراء برنامج نحن نحب القراءة من أولياء الأمور توقيع استمارات موافقة تسمح بجمع البيانات من أطفالهم. وتوفرت البيانات من 1,304 أطفال (59% إناث) شاركوا في جلسات قراءة جهرية أشرف عليها 45 سفيرًا مدرَّبًا من WLR. وعند القياس القبلي، كان متوسط أعمار الأطفال 7.18 سنوات (الانحراف المعياري = 2.16؛ المدى 4–14 سنة). أما الفاصل الزمني بين القياس القبلي والبعدي فكان 16 أسبوعًا. وقد استُقطب الأطفال من 10 محافظات في الأردن، جُمعت جغرافيًا في ثلاث مناطق: الشمال (إربد، عجلون، المفرق؛ 17.4% من الأطفال)، الوسط (عمّان، الزرقاء، البلقاء، مادبا؛ 34.3% من الأطفال)، والجنوب (معان، الطفيلة، الكرك؛ 48.3% من الأطفال).

    إضافة إلى ذلك، جُمعت بيانات مجموعة المقارنة من 414 طفلًا (59% إناث) في الوقت نفسه الذي جُمعت فيه بيانات القياس البَعدي لمجموعة WLR. وكان متوسط أعمار أطفال مجموعة المقارنة 8.50 سنوات (الانحراف المعياري = 1.67؛ المدى 4–14 سنة)، واستُقطبوا من المناطق الثلاث نفسها (الشمال: 21.5% من الأطفال؛ الوسط: 49.1% من الأطفال؛ الجنوب: 29.4% من الأطفال). ولتفادي تعرّض أطفال مجموعة المقارنة عن غير قصد للتدخل، تمّ التحقق مما إذا كانوا قد شاركوا في أي برنامج قرائي قبل المشاركة في الدراسة. واستُبعد الأطفال الذين أشاروا إلى مشاركتهم في برنامج نحن نحب القراءة أو أي برنامج قرائي آخر من مجموعة المقارنة.

    ولم تسمح الموارد المحدودة بجمع معلومات ديمغرافية عن الأسر من أولياء الأمور، لكن استبيان الأطفال تضمّن سؤالًا عن عدد الكتب في المنزل، وهو ما تبيّن في الأدبيات أنه مؤشر قوي على الفوارق في الوضع الاقتصادي والموارد التعليمية. وفي العينة الحالية، بلغ متوسط عدد الكتب في المنازل 22 كتابًا (الانحراف المعياري = 291.37؛ مع غياب بيانات عن 480 طفلًا بنسبة 28%). وأظهر اختبار (t) لعينتين مستقلتين عدم وجود فرق دالّ في عدد الكتب بين مجموعة WLR (المتوسط = 22.67) ومجموعة المقارنة (المتوسط = 18.18)، t = 0.24، p = .812.

  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • بعد تلقيهم التدريب، حصل المتطوعون (المسمَّون "سفراء نحن نحب القراءة " WLR ambassadors) على حِزم تضم 25 قصة مختلفة باللغة العربية لقراءتها جهرًا أمام مجموعة من 25–40 طفلًا في مجتمعاتهم المحلية. أنشأ السفراء مكتبات غير رسمية في أحيائهم. وبما أنّ برنامج نحن نحب القراءة تدخّل قرائي مجتمعي، فقد كان السفراء مسؤولين أيضًا عن استقطاب الأطفال من أحيائهم، وتحديد وقت أسبوعي ثابت، وجمع الأطفال بانتظام، والقراءة الجهرية لهم. وبعد كل جلسة قراءة جهرية، كان الأطفال يأخذون كتابًا إلى المنزل حتى الجلسة التالية حيث يمكنهم استبداله بكتاب جديد.

    أُقيمت جلسات القراءة الجهرية مرة واحدة أسبوعيًا على مدى أربعة أشهر (بمجموع 16 جلسة)، واستغرقت كل جلسة بين 30 و45 دقيقة. وفي بداية كل جلسة، كان السفراء يسجلون حضور الأطفال. وقد بلغ متوسط حضور الأطفال في مجموعة نحن نحب القراءة نحو 11 جلسة (الانحراف المعياري = 5.39).

    جُمعت البيانات في مرتين (قبليًا وبعديًا) من قبل متطوعين مدرَّبين باستخدام بروتوكول موحّد. جلس المتطوعون مع كل طفل على حدة وساعدوه في استكمال أدوات التقييم. أُنجز التقييم القبلي قبل انطلاق برنامج نحن نحب القراءة، فيما أُنجز التقييم البَعدي للأطفال في مجموعة نحن نحب القراءة خلال أسبوعين من انتهاء البرنامج. أما أطفال مجموعة المقارنة فقد استكملوا أدوات التقييم في الفترة الزمنية نفسها التي جُمعت فيها البيانات البَعدية من مجموعة نحن نحب القراءة.

  • نتائج الدراسة
  • توصلت هذه الدراسة إلى النتائج الآتية:

    • تحسّن اتجاهات القراءة وممارساتها: أظهرت النتائج ارتفاعًا طفيفًا لكن دالًّا إحصائيًا في درجات اتجاهات القراءة وممارساتها لدى الأطفال الذين شاركوا في برنامج نحن نحب القراءة .
    • شمولية الأثر: كان الأثر الإيجابي واضحًا لدى الأطفال من مختلف الأعمار (من 4 إلى 14 سنة)، ولدى الجنسين (ذكورًا وإناثًا) على حدّ سواء.
    • تفوق مجموعة نحن نحب القراءة على مجموعة المقارنة: بالمقارنة مع الأطفال الذين لم يشاركوا في أي برنامج قرائي، سجّل أطفال مجموعة نحن نحب القراءة درجات أعلى في الاتجاهات والممارسات القرائية بعد انتهاء البرنامج.
    • حجم الأثر: وُصِف حجم الأثر بأنه صغير نسبيًا لكنه ثابت ودالّ، مما يقدّم دعمًا أوليًا لفاعلية البرنامج.
    • إمكانية البرنامج كآلية تدخلية واعدة: خلصت الدراسة إلى أنّ برنامج نحن نحب القراءة يُعدّ تدخّلًا مجتمعيًا واعدًا لتعزيز القراءة من أجل المتعة بين الأطفال، وأنه يمكن أن يشكّل أساسًا لتوسيع التجارب القرائية المجتمعية في المنطقة.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • انطلاقًا من هذه الدراسة يمكن استخلاص عدد من الإفادات العملية التي تُعين المعلّم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة:

    • التركيز على القراءة من أجل المتعة لا الواجب فقط، فقد أظهرت الدراسة أن تعريض الأطفال لقراءة ممتعة وجماعية حسّن اتجاهاتهم نحو القراءة. كما أنه يمكن للمعلّم أن يوازن بين القراءة الأكاديمية (المقررة) والقراءة الحرة الممتعة (قصص، حكايات، نصوص أدبية بسيطة).
    • أهمية القراءة الجهرية بصوت المعلّم، فالجلسات القرائية اعتمدت على القراءة الجهرية، وأثبتت فعاليتها في تحفيز الأطفال. وبإمكان المعلّم أن ينظّم جلسات دورية للقراءة الجهرية داخل الصف، مع تشجيع النقاش البسيط بعدها. وينبغي إشراك المتعلمين في اختيار النصوص، وتنويع القصص والكتب المتاحة تنويعًا من شأنه أن يعزّز الدافعية. وعلى المعلّم أن يتيح خيارات متعددة للنصوص، ليجد كل متعلّم ما يناسب اهتماماته.
    • التكامل بين المدرسة والمجتمع، فقد كانت التجربة مجتمعية الطابع، وهذا يبرز ضرورة إشراك الأسرة والمجتمع في مبادرات القراءة. والمعلّم بإمكانه أن يوجّه التلاميذ لاستعارة كتب للبيت، ويحفّز أولياء الأمور على متابعة القراءة مع أبنائهم.
    • تعزيز الضبط الذاتي القرائي، عبر السماح للطفل باستعارة كتاب إلى البيت وتبديله لاحقًا يشجعه على القراءة المستقلة. كما يمكن للمعلّم أن يدرّب التلاميذ على مهارات إدارة وقت القراءة واختيار الكتب.

    تأثير القراءة في الاتجاهات والسلوك القرائي، فالنتيجة الجوهرية هي أن الأطفال الذين مارسوا القراءة الممتعة تغيّرت اتجاهاتهم بشكل إيجابي. وهذا يعني أن المعلّم إذا ركّز على جعل القراءة تجربة ممتعة، فسوف يدعم الدافعية الداخلية للتعلّم ويطوّر مهارات الكتابة تبعًا لذلك.

  • التوثيق
  • Randa Mahasneh, Antje von Suchodoletz, Ross A.A. Larsen and Rana Dajani, Reading for pleasure among Jordanian children: a community-based reading intervention, Journal of Research in Reading, ISSN 0141-0423 DOI:10.1111/1467-9817.12342 Volume 44, Issue 2, 2021, pp 360–378