ترجمة البحث العلمي

العودة الى ترجمة البحث العلمي
تأثير الفوارق الصوتيّة والمعجمية في التحليل الفونولوجي لكلمات حقيقية وزائفة في سياق الازدواجية اللغوية
  • وصف عام للبحث
  • اختبر البحث تأثير ازدواجية اللغة في اكتساب عمليات القراءة الأساسيّة في اللغة، إذ قامت الباحثة بدراسة أثر الفوارق الصوتية بين اللغة العربية الفصيحة (MAS) واللغة المحكية (العامية) الفلسطينية المنطوقة في شمال إسرائيل (SAV) في اكتساب مهارات الوعي الصوتي وفك تشفير الكلمات العربية بين أطفال رياض الأطفال والصف الأول. إذ اختبرت الدراسة الحالة المعجمية للكلمات الفصيحة والعامية والكلمات (الزائفة)، والقدرة على تجريد الوحدة الصوتية أول الكلمة وآخرها في كلمات فصيحة وعامية. إذ تشير الدراسات إلى أن قدرة الأطفال على عزل الصوتيات في اللغة الفصيحة أكثر صعوبة منها في اللغة العامية. فالدراسات تشير إلى أن الحالة المعجمية للكلمة والانتماء اللغوي للفونيم (الوحدة الصوتية) يؤثران في قدرة الأطفال على التحليل الصوتي في سياق الازدواجية اللغوية. والبحوث في اكتساب اللغة الثانية واللهجة القياسية تتقارب في إثبات أنّ التباين اللغويّ بين اللغة الشفوية (العامية) واللغة المكتوبة (الفصيحة) لا يدعم التطور الطبيعي للقراءة. كما أشارت البحوث أيضًا إلى أنّ عاملًا آخر يؤدي دورًا في تنمية مهارات القراءة وهو طبيعة بناء الوعي الصوتي. وقد ركزت البحوث في هذا المجال بشكل أساسيّ على دور التركيب الصوتيّ للكلمة والوحدة الصوتية المستهدفة في التحليل الصوتي على سبيل المثال (طول الكلمة، السياق اللغوي، حجم الوحدة الصوتيّة، السمات الصوتية للوحدة الصوتيّة المستهدفة). ولا شك في أن أحد المظاهر المميزة للغة العربية الصيحة هو اشتراك معظم أصواتها مع اللهجات العامية المنطوقة؛ إلّا أنّ التمثيل الصوتي لكمة معينة في العامية (SAV) قد يختلف عن تمثيلها في الفصيحة (MAS)، فالتمثيل الصوتي لكلمة (ثعلب) في العامية هو (تَعـــــ لَـــــ بُ) بينما في الفصيحة (ثَعْــــ لَـــ بُ) وقد يكون التغيير على مستوى متباين بشكل أكبر .... (ذيل، دنب) أو (سهل، عادي) (ثلجُ، ثّلِج) هذه الظواهر الصوتية بين الفصيحة والعامية شكلت بيئة خصبة للباحثة لاختبار التأثير المتزامن للجوانب الصوتية والمعجمية في قدرة الأطفال على التحليل الصوتي.
  • الغرض من البحث
  • الدراسة جزء من مشروع بحثي يهدف إلى استكشاف دور التباين اللغوي بين الفصيحة (MSA) والعامية (SAV) العربية في شمال إسرائيل في اكتساب عمليات القراءة الأساسية في سياق الازدواجية اللغوية. لذلك سعت الدراسة للإجابة عن السؤالين الآتيين: 1. هل تؤثر الحالة المعجمية للكلمة في العامية (SAV) أو الفصيحة (MSA) في قدرة الأطفال في عزل الأصوات وتجريدها؟ 2. ما تأثير الحالة المعجمية للكلمة في العربية الفصيحة (MSA) مقابل الكلمات الزائفة (المخترعة) على القدرة في عزل الصوتيات ذات الانتماء الصوتي المختلف بين العامية (SAV) والفصيحة (MSA)؟
  • العينة: نوعها وحجمها
  • شارك في الدراسة (66) طفلًا؛ (24( منهم من مرحلة رياض الأطفال، و(42) طفلًا من الصف الأول من مدرسة عامة محليّة في قرية عربية صغيرة شمال إسرائيل، وكان جميع الأطفال عربًا من الطبقة المتوسطة، ومتحدثين أصليين باللغة العربية. أمّا الأطفال الوافدون الجدد إلى القرية الذين يتحدثون لهجة عامية مختلفة فلم يخضعوا للدراسة والاختبار. كان متوسط اعمار الأطفال في مرحلة رياض الأطفال 5.9 سنة، ومتوسط أعمار الأطفال في الصف الأول 6.10 سنة
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • • أعطي الأطفال مجموعتين من اختبارات الوعي الصوتي؛ عزل الصوت الأول (50) عنصرًا، وعزل الصوت الأخير (50) عنصرًا. • تتكون كل مجموعة من ثلاثة اختبارات تختلف الكلمات فيها بحالتها المعجمية، وقد استخلصت كلمات العربية الفصيحة من الصف الأول ورياض الأطفال. • أعطي الأطفال الكلمات العامية متبوعة بالكلمات الفصيحة ثم الزائفة، وقد أعطي الطفل نفسه جميع مهام الوعي الصوتي في اليوم نفسه، وطلب إلى الأطفال الاستماع بدقة إلى الكلمات باستخدام شريط صوتي وطلب منهم تكرار كل كلمة بصوت عالٍ، وبعد ذلك نطق الصوت المستهدف. وقد اتبعت الباحثة هذا الإجراء من أجل التحقق من عدم وجود مشاكل في النطق بين أطفال عينة الدراسة وعدم الخلط بين مشاكل النطق وعدم القدرة على عزل الصوت الهدف لدى الأطفال الذين يتعرضون للاختبار. • شارك الأطفال الذين تمكنوا من نطق الأصوات الفصيحة بشكل صحيح في الدراسة، وأجريت لهم تجربتان إيضاحيتان لتعريفهم بالمهمة المطلوبة منهم، وسجّلت ردودهم ودوّنت على ورقة أيضًا استخدمها الفاحص للتحقق من صحة التسجيل.
  • نتائج الدراسة
  • • تناول السؤال الأول للدراسة تأثير الوضع المعجمي للكلمة في قدرة الأطفال في عزل الأصوات وتجريدها، وقد أظهرت النتائج عدم تأثير الحالة المعجمية للكلمة سواء أكانت فصيحة (MSA) أم عاميّة (SAV) أم زائفة (مخترعة) في قدرة الأطفال على عزل الأصوات، مع أنّ نتائج البحوث السابقة في هذا السياق تشير إلى أن التحليل الصوتي للكلمات المألوفة أفضل من نتائج التحليل الصوتي للكلمات غير المألوفة، ولكن الباحثة تعزو هذه النتيجة إلى ميزتين فرديتين في اللغة العربية، وهما: o التركيب الصوتي/النمطي للغة العربية، فالبنية الأساسية للوحدة الصوتية للغة العربية هي (CV) تليها بنية (CVC) ويندر في اللغة العربية وجود الوحدة الصوتية (CVCC). o طبيعة حروف الإملاء العربية، إذ لا يعدّ التركيب النمطي للغة العربية بسيطًا فحسب، بل إن قواعد الإملاء التي يتعرض لها القراء المبتدئون تتسم بدرجة عالية من الشفافية، إذ ترتبط الحروف العربية بالحركات، فيتعلم الأطفال كتابة الحروف وفق صوت الحرف مع حركته، مما يساعدهم في فك شيفرة الأصوات العربية بدقة. • وبالنسبة إلى السؤال الثاني الذي حاول البحث الإجابة عنه، وهو تأثير الحالة المعجمية للكلمة على عزل الصوتيات ذات الانتماء الصوتي المختلف بين العامية والفصيحة، فقد أظهرت نتائج الدراسة أنّ الانتماء اللغوي للوحدة الصوتية (الفونيم) للصوت الهدف في العامية مقابل الفصيحة كان له تأثير رئيس في عزل الأصوات؛ إذ كان عزل الأصوات لكل من أطفال الروضة والصف الأول أصعب في الأصوات الفصيحة الغائبة وغير المستعلمة في تجربة اللغة الشفوية للأطفال، إذ أنّ أصوات الفصيحة مثّلت تحديًّا كبيرًا للأطفال في رياض الأطفال مقارنة بالأطفال في الصف الأول. • كما أظهرت الدراسة مستويات متماثلة في قدرة الأطفال على عزل الصوت في الكلمات الفصيحة والكلمات الزائفة، وعلى عكس ما أثبتته البحوث السابقة، فقد واجه الأطفال في رياض الأطفال في عزل الأصوات في الكلمات الفصيحة أكثر من الكلمات الزائفة، فطلبة الصف الأول أظهروا قدرة أعلى في الجودة على عزل الأصوات في الكلمات الفصيحة، وتفسر الباحثة ذلك بأن طلبة الصف الأول تعرضوا طوال سنة كاملة للّغة الفصيحة، بالإضافة إلى أنّ معظم كلمات الدراسة مأخوذة من الصف الأول، بينما واجه طلبة رياض الأطفال صعوبة في عزل الأصوات في الكلمات الفصيحة، وتشرح الباحثة ذلك بأنه في ظل غياب التعرض الرسمي للغة الفصيحة لطلبة رياض الأطفال، فقد اكتسب أولئك الطلبة تمثيلًا صوتيًا غامضًا وغير مستقر لفونيمات الكلمات الفصيحة، وهذا النوع يُكتسب عادة من التعرض العرضي لبرامج التلفاز التي تستخدم العربية الفصيحة، أو من قراءة القصة سواء في المدرسة أو المنزل. لذلك عندما يطلب منهم تحليل كلمة فصيحة صوتيًّا، فإنّهم تلقائيًّا يستحضرون التمثيل الصوتي للكلمة في العامية. أمّا طلبة الصف الأول فقد استخدموا معرفتهم القوية بالتمثيل الصوتي لفونيمات الفصيحة في عزل الأصوات في الكلمات الفصيحة • وبالمجمل، فقد أشارت نتائج البحث إلى عاملين رئيسيين على الأقل يؤثران في إجراء عمليات عقلية للتركيب الصوتي للكمات هما: حجم الوحدة الصوتية والسياق اللغوي، كما تظهر النتائج أن هناك على الأقل عاملين آخرين وثيقي الصلة بتفسير الاختلافات الفردية في التحليل الصوتي في سياق ازدواجية اللغة، هما الانتماء اللغوي للصوت المستهدف بالتحليل والحالة المعجمية للكلمة.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • • إن نتائج البحث السابق تشير إلى أنّ اللغة العربية المحكية بحكم ممارساتها واستخدامها لوقت طويل وفي سياقات حقيقية قبل عمر المدرسة تؤثر في قدرة الطلبة في تحليل الكلمات الفصيحة الموازية لها مما يقتضي التفكير فيدراسة أهم الأصوات الفصيحة التي لا تستخدم في اللغة المحكية للطلبة مثلًا: بعض اللهجات لا تستخدم حرف الضاد وتستبدله بالعامية بالظاء أو تستبدل حرف القاف بالكاف، مما يعني وجود أنشطة صوتية عل مستويات (التحليل والتركيب والاستبدال) في كلمات تظهر فيها وحدات صوتية غير مألوفة للمتعلمين في لغتهم المحكية لتدريبهم على نطقها، وعدم خلطها مع ما يوازيها في اللغة المحكية. • تعريض الأطفال لوقت أطول للغة العربية الفصحى من خلال استخدام معلمي الصفوف المبكرة اللغة العربية في تدريسهم بشكل كامل مع الطلبة وعدم مزجها بالعامية، إذ أظهرت الدراسة أن الطلبة الذين تعرضوا للفصحى لوقت أطول أظهروا قدرة على تحليل الأصوات وعزلها بدرجة أعلى وأدق من الطلبة الذين لم يتعرضوا للفصحى، كما أن قدرة الأطفال الذين تعرضوا للفصحى على فهم الكلمات والنصوص القرائية واستيعابها كانت بدرجة أعلى، مما يقتضي توفير سياق من اللغة الفصيحة في الصف وسياق المدرسة العام بدرجة أعلى. • - تعريض الأطفال في الصفوف المبكرة للغة العربية الفصيحة في سياقات أصيلة تشابه تلك التي يستخدمون فيها العربية المحكية، وذلك من خلال استخدام الفصيحة في التواصل مع الأطفال.
  • التوثيق
  • Saiegh-Haddad, E. (2004). The impact of phonemic and lexical distance on the phonological analysis of words and pseudowords in a diglossic context. Applied Psycholinguistics, 25(4), 495-512.