تحت التـجربـة

بحوث زاي العلمية

العودة الى ترجمة البحث العلمي
تقييم الكفاءة اللغوية وتنفيذها الصفوف الدراسية
  • وصف عام للبحث
  • اكتسب تقييم الكفاءة اللغوية في الولايات المتحدة الأمريكية أهمية كبرى لتحديد مستوى كفاءة من يريد الدراسة في معاهد اللغات أو من يقتضي عمله استخدام لغة غير الإنجليزية أو من يتقدم إلى عمل يتطلب منه استخدام لغة أجنبية. وغالبًا ما يُمنح موظف الدولة علاوة لقاء إجادته إحدى اللغات الأجنبية المطلوبة، تحدد قيمتها وفق مستوى كفاءته وأهمية اللغة التي يتقنها من الناحية الأمنية. ونظام التقييم المعتمد هو (Interagency Language Roundtable ) ويُختصر في (ILR)، وهو مصطلح يُستخدم للإشارة إلى مجموعة من الوكالات الحكومية في الولايات المتحدة الأمريكية تعمل على تطوير معايير وتقييمات لمهارات اللغة. يتمثل هدفها الرئيسي في توحيد معايير تقييم مستوى اللغة لموظفي الحكومة والمتعاقدين الذين يحتاجون إلى مهارات لغوية متقدمة لأغراض مثل العمل في السياسة الخارجية والأمن القومي. باختصار شديد، ينظر إلى الكفاءة اللغوية ضمن السياق الأمريكي على أنها ما يستطيع الناطق فعله باللغة. فعلى سبيل المثال، يتمكن الناطق في المستويات المختلفة من استخدام التحيات وعبارات المجاملة ومفردات متفرقة، ويستطيع تقديم نبذة عن سيرته الذاتية، ووصف محيطه الشخصي وبرنامجه اليومي، ويستطيع السرد والوصف في الأزمنة المختلفة، ومناقشة القضايا نظريا وطرح الرأي وتأييده ومناقشة موضوع من منظور افتراضي وتعديل أسوب كلامه بناء على محاوره. إن سلّم أكتفل (American Council on the Teaching of Foreign Languages-ACTFL) لتقييم الكفاءة اللغوية مبنيٌّ أساسًا على السلّم الحكومي، وإن كانا يبدوان مختلفين للوهلة الأولى. لقد انبثق أكتفل عن السلم الحكومي في أوائل الثمانينات من القرن الماضي حيث قام بوضعه) أو بالأحرى بتعديل السلم الحكومي (أعضاء في المجلس الأمريكي لتعليم اللغات الأجنبية كي يتواءم مع الوضع اللغوي القائم في المدارس والجامعات. فقد كان مستوى الكفاءة باللغات الأجنبية في هذه المعاهد التربوية بالثمانينات لا يزيد عن المتقدم غالبًا في أحسن الأحوال، وظهرت الحاجة لمقياس أدق يقيس الفروقات البسيطة في المستوى الواحد. لذلك قسّموا كلًّا من المستويات الدنيا الثلاثة إلى ثلاثة مستويات ثانوية بدلًا من اثنين لكل منها.
  • الغرض من البحث
  • تتمايز مستويات الكفاءة الرئيسة بعضها عن بعض بالوظائف الخاصة بكل منها، فما يستطيع الناطق القيام به من مهام لغوية وما يفشل في تأديته كليًّا أو جزئيًّا هو ما يحدد مستوى كفاءته. لذلك كان من الضروري وضع توصيفات واضحة ودقيقة لكل مستوى. ولا بد من الإشارة إلى مفهوم مهم يتعلق بالمستويات، وهو مفهوم الهرم المقلوب. إن أهميته ترجع ليس إلى الوظائف اللغوية المرتبطة بكل مستوى، بل إلى الكم اللغوي والموضوعي الذي يُتوقع توفره في كل مستوى. فمفهوم الهرم المقلوب يشير إلى أن المفردات والتراكيب اللغوية والموضوعات التي تناقش تزداد من مستوى إلى آخر ليس بصورة خطية، بل على صورة متوالية هندسية، أي إنها لا تتضاعف مرة أو مرتين بل أضعافًا مضاعفة بسبب اتساع دائرة تجربة الممتحَن اللغوية، ويحسن أخذ هذه الفكرة بعين الاعتبار في الاختبار والتعليم.
  • العينة: نوعها وحجمها
  • قدّم البحث توصيفات مختصرة للمقدرة اللغوية في كل مستوى من المستويات الرئيسة الخمسة (المتميز، المتفوق، المتقدم، المتوسط، المبتدئ).
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • يتم تحديد مستوى الكفاءة الشفوية من خلال الحصول على عيّنة من الأداء الشفوي بوساطة المقابلة الشفوية، وهذه المقابلة مصممة لاستخلاص عينة صالحة. إنها تعتمد على نظام ثابت محدد مما يجعل منها أداة قياس ثابتة وصالحة. إنَّ لهذه العملية هيكلًا مؤلفًا من أربع مراحل إلزامية تستخدم في المستويين المتوسط والمتقدم، ومرحلة اختيارية تستخدم في المتميّز وأحيانًا في مستوى المبتدئ الأعلى. وتتم المقابلة الشفوية إما وجها لوجه وإما عبر الهاتف. فللحصول على عيّنة قابلة للتقييم لا بد من أن يكون للمقابلة هيكل واحد لا يتغيّر وأسلوب استخلاص معياري وطريقة تقييم ثابتة. الإحماء: مرحلة قصيرة تستغرق بضع دقائق فقط، والغرض منها جمع معلومات عن الممتحَن لتستخدم لاحقًا في مناقشة مواضيع مختلفة. ولها غاية نفسية، فهي تضع الممتحَن في جو اللغة وتهيّئه للامتحان. أسئلة التحقق: هي أسئلة المقصود منها استخلاص إجابات تناسب المستوى اللغوي الذي يعتقد الممتحِن أنه يتناسب والقدرة اللغوية للممتحَن. فعلى سبيل المثال إذا طُلب من الممتحَن أن يصف برنامجه اليومي (المستوى المتوسط) وكان فعلًا في هذا المستوى فهو سؤال تحقق. وأسئلة التحقق غايتها بناء أرضية المقابلة، أي المستوى الذي يستطيع فيه الممتحَن الأداء دائما بشكل فعال وناجح. أسئلة السبر: هي أسئلة تستهدف مستوى أعلى من مستوى الممتحَن. فإن كان الممتحَن مثلًا في المستوى المتوسط وطُلب منه وصف حادثة غير عادية وقعت له لدى زيارته دمشق (المستوى المتقدم(، فهذا سؤال سبر يتجاوز المستوى المتوسط. إن الغاية من أسئلة السبر هي تحقيق السقف، أي المستوى الأعلى من الأرضية الذي تظهر فيه مظاهر التعثر والتعطل اللغوي. وتحسن الإشارة إلى أن عمليتي التحقق والسبر تتناوبان طوال المقابلة. الإنهاء: هذه مرحلة قصيرة جدًا والهدف منها نفسي، إذ بعد أن يخضع الممتحَن لأسئلة أعلى من مستواه ويعاني من التعطل اللغوي مرات عديدة، يُستحسن أن نعود به إلى مستوى مريح له ليشعر بأنه لا يزال على قدرة معيّنة بهذه اللغة. تمثيل المواقف: المرحلة غير الإلزامية في المستويين المبتدئ والمتميز، والغاية منها الحصول على أداء لا يمكن الحصول عليه من خلال التواصل العادي في المقابلة، كقدرة الممتحَن على السؤال مثلًا. وله هدف آخر هو تقديم سياق جديد، أو موضوع لم يُطرَق من قبل.
  • نتائج الدراسة
  • لا يخفى على القارئ أن لهذا النظام المبني على أسس الكفاءة اللغوية تطبيقات تعليمية بالإضافة إلى الغرض الموضوع من أجله، ألا وهو تقييم الكفاءة الشفوية. إن فهم الكفاءة اللغوية ومستوياتها يؤدي إلى وضع أهداف دراسية واقعية تتناسب وما يمكن أن يفعله الطالب العادي باللغة. إن أحد التطبيقات المستقاة من هذا النظام تتعلق بالخطة الدرسية وتقسيم الأنشطة في غرفة الدرس ويستفيد المدرس من هذا النظام في إعادة النظر في تعليم عناصر اللغة من نحو ومفردات، فيبتعد عن التلقين والحفظ لأن ذلك من صفات المبتدئ، ويسعى إلى استخدام السياق وتجربته الواقعية ومعرفته بالعالم المحيط به في استخدام المفردات والتراكيب بصورة تتماشى ومستواه اللغوي. ومن خلال هذا النمط من التقييم يدرك المدرس أن له دورا يخالف الدور التقليدي الذي يعدُّ المعلم مصدر المعرفة والمعلومات. يقوم المدرس في دوره الجديد بتيسير عملية التعلم من خلال تصميم الأنشطة المناسبة من أغانٍ وتمثيل أدوار وألعاب لتعليم المفردات وغيرها من المفاهيم اللغوية، على أساس الموضوعات المختلفة التي تتوافق ومستوى الطلاب. ثم إن المدرس يدرك أن أداء تلاميذه يقاس ليس فقط بالمفردات والقواعد كما جرت العادة، بل بأبعاد أخرى كوظائف اللغة والمفردات والتراكيب والموضوعات وشكل النص، مما يجعل التجربة اللغوية أثرى وأمتع. كل هذا يتم بالتركيز دومًا على ما يمكن أن يفعله الطالب لا على ما يعرفه.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • يمكن الإفادة من هذا البحث عبر تدقيق تقييم مستوى المتعلمين وتصنيفهم تصنيفًا واضحًا يسهّل عمليًّا اقتراح المناهج والمستويات اللغوية المناسبة لتدريسهم. ويمكن الاستئناس بمقترحات هذا البحث وتنزيلها على البيئة التعليمية التي يعيش فيها المعلم لأخذ ما يكون موافقًا لها وتعديل ما يجب تعديله من تلك المقترحات.