ترجمة البحث العلمي

العودة الى ترجمة البحث العلمي
هل تؤثر المسافة الصوتية في جودة التمثيلات الصوتيّة؟ أدلة من ازدواجية اللغة العربية
  • وصف عام للبحث
  • اختبرت هذه الدراسة أثر المسافة الصوتية بين اللغة العربية المحكية (SpA) واللغة العربية الفصيحة (StA) على جودة التمثيلات الصوتية بين أطفال رياض الأطفال والصف الأول والثاني والسادس، الناطقين بالعربية. اشتملت الدراسة على ثلاثة أنواع من الكلمات التي تباينت في المسافة الصوتية بين العامية والفصحى للحكم على دقة النطق هي: • كلمات متطابقة بصيغتها المعجمية والصوتية بين العامية والفصيحة. • كلمات منسقة بأشكال صوتية متداخلة جزئيًّا وتختلف عناصر هذه الفئة في درجة المسافة الصوتية بين العامية والفصحى. • كلمات فريدة بأشكال معجمية وصوتية مختلفة تمامًا.
  • الغرض من البحث
  • تختبر هذه الدراسة دور المسافة الصوتية بين شكلي الكلمة: الشكل المنطوق باللهجة والشكل القياسيّ على تطوير التمثيلات الصوتية في سياق ازدواجية اللغة. فقد اختبرت الدراسة تأثير المسافة الصوتية بين العامية والفصيحة في التمثيلات الصوتية لكلمات عامية من خلال سؤال الأطفال في (Kg2) وأطفال الصف الأول والثاني والسادس لإصدار أحكام تتعلق بدقة نطق الكلمات الفصيحة التي تختلف في المسافة الصوتية لشكل الكلمة في العامية، من خلال معالجة المسافة/ التداخل الصوتي بين شكلي الكلمة العامي والفصيح. حاولت الدراسة استكشاف إذا ما كان إنشاء التمثيل الصوتي للكلمات الفصيحة باللغة العربية يتأثر بالمسافة الصوتية بين العامية والفصيحة من خلال اختبار الأطفال من مستويات مختلفة، كما هدفت الدراسة إلى اختبار المسار التطوري للتمثيلات الصوتية للأطفال ومدى استفادتهم من التعرض المكثف للغة العربية الفصيحة والقراءة بها في هذا السياق. وعُدَّ طلبة الصف السادس مجموعة مقارنة. قامت الدراسة على مجموعة من الافتراضات هي: • كلما زادت المسافة بين العامية والفصيحة كان من الصعب على الأطفال النطق بدقة، ومن ثم كان من المتوقع أن تسفر الكلمات المتطابقة عن درجات أعلى من الدقة في النطق. تليها الكلمات المتماثلة ثم الكلمات الفريدة. • الكلمات المشابهة ستنتج اختلافات في دقة التمثيل تتناسب مع درجة المسافة الصوتية بينها. • من المتوقع أن التمثيلات الصوتية ستصبح أكثر دقة كلما كان المشارك أكبر سنًّا. تضمنت هذه الدراسة هدفين: • معرفة إذا ما كانت المسافة الصوتية بين أشكال الكلمات في العامية والفصيحة هي ظاهرة سائدة في ازدواج اللغة العربية وميزة بارزة في اللغة العربية للأطفال وتؤثر في إنشاء وتطوير تمثيلات صوتية دقيقة للكلمات الفصيحة. • استقصاء إذا ما كان التعليم وما يصاحبه من التعرض للغة العربية الفصيحة يؤدي إلى تحسن كبير في التمثيلات الصوتية للأطفال.
  • العينة: نوعها وحجمها
  • تكونت عينة الدراسة من 120 طفلًا مسجلين في مدرسة مسيحية خاصة شمال إسرائيل. كان جميع الأطفال من المتحدثين الأصليين باللهجة الحضرية الفلسطينية المنطوقة في شمال إسرائيل. ولم تشمل العينة أطفالًا يعانون من إعاقات سمعية أو لغوية أو نفسية أو سلوكية أو عصبية. استهدفت الدراسة أربع فئات عمرية هي: رياض الأطفال (30) طفلا (15 من الذكور و15 من الإناث)، و30 طفلا من الصف الأول (13 من الذكور و17 من الإناث)، والصف الثاني 30 طفلًا (16 من الذكور و14 من الإناث)، والصف السادس 30 طفلًا (15 من الذكور و15 من الإناث).
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • اختيرت كلمات العناصر للدراسة من مجموعة النصوص العربية المنطوقة التي جُمعت من أطفال يبلغون من العمر خمس سنوات من المتحدثين الأصليين باللهجة الفلسطينية في شمال إسرائيل ووسطها، كما جمعت من الكتب المدرسية في المدارس الابتدائيّة. جميع الكلمات المختارة كانت عبارة عن أسماء ملموسة يمكن تمثيلها بسهولة في صورة، وتتراوح بين مقطع لفظي واحد وثلاثة مقاطع. وكانت جميع الكلمات ضمن المفردات المتداولة بين جميع الأطفال. صُنفت الكلمات المختارة في ثلاث فئات: كلمات متشابهة، وكلمات متماثلة، وكلمات فريدة. عُرضت كل كلمة من كلمات الدراسة على المشاركين من خلال شاشة حاسوب مع صورة توضحها وملف صوتي للنطق، وطُلب إلى الطلبة المشاركين تحديد إذا ما كان نطق الكلمة المستهدفة في الفصيحة صحيحًا أم لا، فإذا كان صحيحًا طُلب منهم الضغط على الزر الأخضر وإذا كان خاطئًا طلب منهم الضغط على الزر الأحمر. جُمعت البيانات من قِبل طالب دراسات عليا في مجال النطق واللغة ومتحدث أصلي باللهجة المستهدفة في الدراسة.
  • نتائج الدراسة
  • • أظهرت نتائج الدراسة أن المسافة الصوتية بين العامية والفصيحة لها تأثير كبير وقوي جدًّا في جودة التمثيل الصوتي، ليس على طلبة رياض الأطفال وحسب، بل على الطلبة الأكبر سنًّا من الصف الأول والثاني، إضافة إلى التأثير المعنوي حتى بين طلبة مجموعة المقارنة من الصف السادس؛ فالأطفال على الرغم من معرفتهم بالكلمات، فإنهم لا يزالون يجدون صعوبة في الحكم على إذا ما كان النطق دقيقًا عندما كان شكل الكلمة بعيدًا أو متداخلًا جزئيًّا فقط مع شكلها في لهجتهم العامية الخاصة. • تشير نتائج الدراسة إلى أن المسافة الصوتية بين الشكل الفصيح للكلمة وشكلها في العامية تتعارض مع قدرة الأطفال على ترميز تمثيل صوتي دقيق، حتى وإن كانت الكلمة من ضمن الكلمات المعروفة للأطفال. • المسافة الصوتية بين العامية والفصيحة قد تكون قيدًا محدّدًا على عملية التشفير الصوتي، وقد يكون التداخل الصوتي بين شكل الكلمة في الفصيحة وشكلها في العامية المنطوقة عاملًا يسهم في تمهيد التشفير الصوتي للأطفال مما يؤدي إلى دقة أعلى في النطق. • أظهرت نتائج الدراسة أن تأثير المسافة الصوتية في التمثيلات الصوتية ليس عابرًا، كما أنّه سمة من سمات معاجم الأطفال الصغار، فهو مستمر وطويل الأمد ويمتد إلى الأطفال المتعلمين في المدرسة الابتدائيّة وكذلك الأطفال الأكبر سنًّا في المدرسة المتوسطة. • تدعم نتائج هذه الدراسة التقدم النمائي في التمثيلات الصوتية مع أداء الطلبة في الصفين الثاني والسادس بشكل عام، إذ كانت أعلى من نتائج طلبة رياض الأطفال والصف الأول. • إن تعزيز التمثيل الصوتي في اللغة العربية بطيء جدًّا وغير واضح في الصفوف المدرسية الأولى، ولا يتم من خلال الانتقال من الشفوية إلى معرفة القراءة والكتابة في الصف الأول.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • إن نتائج هذه الدراسة ستفيد المعنيين بتطوير القرائية على النحو الآتي: • ضرورة تفكير مؤلفي المناهج للصفوف المبكرة لا سيما رياض الأطفال والصف الأول بالكلمات التي يجب استخدامها في المنهاج من منطلق ما (ما الكلمات التي يجب استخدامها؟) ومتى (متى تقدم الكلمات بخصائصها الصوتية المختلفة؟)، إذ يجب أن تشكل هذه الأفكار المبدأ الأساسي في تطوير مناهج القراءة لسد الفجوة بين لغة الطفل المحكية ولغة الكتاب. • ضرورة البدء بتدريب الطلبة على مهارات الوعي الصوتي وفك التشفير باستخدام كلمات فصيحة تحافظ على شكل صوتي متطابق مع ما يقابلها في العامية التي يتحدث بها الأطفال، ثم التقدم التدريجي إلى كلمة يقل فيها التداخل والتشابه بين العامية والفصيحة. • تدريب المعلمين على إعداد أنشطة صوتية وأنشطة تهجئة للأطفال باستخدام كلمات تتقارب بتمثيلاتها الصوتية من اللغة العامية، ثم التقدم بشكل تدريجي مع الطلبة لكلمات أقل تشابهًا في التمثيل الصوتي بين العامية والفصيحة، لمساعدتهم في الانتقال من العامية إلى الفصيحة بشكل سلس وسهل.
  • التوثيق
  • Saiegh-Haddad, E., & Haj, L. (2018). Does phonological distance impact quality of phonological representations? Evidence from Arabic diglossia. Journal of Child Language, 45(6), 1377-1399.