العودة الى بحوث زاي العلمية
تحليل محتوى التعلم الذاتي في استراتيجيّات الاستيعاب القرائي باللغة العربية
- وصف عام للبحث
-
يعد استخدام استراتيجيات مهارات القراءة بين الطلبة الذين يتعلمون اللغة الثانية أحد العوامل التي تسهم في تميّز الطلبة في مجال دراستهم، فاستراتيجيات القراءة والفهم هي الشيء الرئيس الذي يجب التركيز عليه؛ ذلك لأنّ القراءة أساس في اكتساب المعرفة. أظهرت مجموعة من الدراسات السابقة أن الإحاطة باستراتيجيات مهارات القراءة من قبل معلمي اللغة العربية للناطقين بغيرها وطلبتهم في ماليزيا في مستوى مخيّب للآمال، وهذا يؤدي إلى عدم إتقان اللغة العربية بين الطلبة خاصة مهارات القراءة، على الرغم من أنهم يتعلمون اللغة العربية منذ مدة طويلة. حلّلت هذه الدراسة استراتيجيات استيعاب النصوص القرائية باللغة العربية المستخدمة من قبل الطلبة المتفوقين في الدراسات الإسلامية. صُمِّمت وحدة دراسية لأغراض هذه الدراسة لمساعدة القارئ على تحسين وتيرة ودقة فهم القراءة باللغة العربية خاصة للطلبة والمدرسين أو القراء الذين يمتلكون قدرة أساسية في اللغة العربية على مستوى الصرف والنحو والدلالة. جاءت منهجية جمع البيانات في هذه الدراسة نوعية، حصلت عليها الباحثة من ثلاثة ممن تمّت مقابلتهم ممن يتفوقون في مجال الدراسات الإسلاميّة، وتضمنت طرق جمع البيانات مقابلات شبه منظمة، ثم تحليل هذه المقابلات واستخلاص النتائج.
- الغرض من البحث
-
الغرض من تحليل احتياجات محتوى الوحدة هو تحديد استراتيجيات فهم القراءة الشائعة التي يستخدمها المتميزون من خريجي الدراسات الإسلامية، وذلك بهدف اختيار هذه الاستراتيجيات وتضمينها في وحدة التعلم الذاتي الخاصة باستراتيجيات فهم القراءة باللغة العربية. وقد استخدمت الباحثة الأسئلة الآتية للدراسة: • ما العوامل التي أدت إلى نجاح الخريجين المتميزين في إتقان الدراسات الإسلامية بشكل ممتاز؟ • ما أسلوب التعلم العام الذي اتبعوه؟ • ما الاستراتيجيات المستخدمة عند دراسة المذكرات أو مواد القراءة باللغة العربية؟
- العينة: نوعها وحجمها
-
تتمثل العيّنة في ثلاثة من خريجي الدراسات الإسلامية المتميزين.
- إجراءات تنفيذ الدراسة
-
أعدّت الباحثة مجموعة من الأسئلة المفتوحة مسبقًا وفقًا للأهداف التي ستحققها من كل مقابلة مع المشاركين في عينة الدراسة، وهم ثلاثة خريجين متميزين حصلوا على جائزة أفضل طالب في برنامج الدراسات الإسلامية في مؤسسة التعليم العالي.
- نتائج الدراسة
-
توصلت الباحثة إلى أن الاستراتيجيات التي يتبعها الطلبة المتميزون في استيعاب المواد القرائية باللغة العربية تتمثل بالإجراءات الآتية: 1. أخذ نظرة عامة عن محتوى الكتاب أو النص القرائي لمعرفة ما يريد النص قوله، ومعرفة الموضوع العام للنص قبل الدخول في التفاصيل، مثل مراجعة العنوان والفقرة الأولى والأخيرة، فهرس الكتاب، العناوين الفرعية، أخذ لمحة عن أسئلة الاستيعاب. 2. طرح الأسئلة المتعلقة بالموضوع الرئيس، مثل: السؤال عن محتويات أو مواضيع فرعية لما يريد القارئ معرفته من النص أو الكتاب، ربط العنوان بالمعارف والمعلومات ذات الصلة التي يرغب القارئ في معرفتها عن الموضوع. 3. القراءة التفصيلية: وتتمثل بقراءة النص فقرةً فقرةً لفهم وتحديد الفكرة الرئيسة لكل فقرة، وفي أثناء القراءة التفصيلية ركز المشاركون على الكلمات التي يعرفونها لمساعدتهم على الفهم، واستمروا في القراءة على الرغم من وجود كلمات لا يعرفون معانيها حتى نهاية الفقرة، واعتمدوا على استراتيجية تخمين المعنى، وقلّلوا من استخدام المعاجم للتوصل إلى المعنى، ثم دوَّن المستجيبون المعلومات المهمة في أثناء قراءة الفقرة على شكل ملحوظات أو خرائط ذهنية.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
يمكن الإفادة من نتائج هذه الدراسة باتّباع استراتيجيات تدريس فاعلة لتنمية مهارات الاستيعاب القرائيّ لدى الطلبة وفق مراحل القراءة الثلاث (قبل القراءة، في أثنائها، بعدها) لمساعدة المتعلمين في الوصول إلى مرحلة الاستقلالية القرائية، وفهم المقروء باتباع استراتيجيات الفهم والاستيعاب على النحو الآتي: • مرحلة ما قبل القراءة: استخدام استراتيجيات ربط موضوع النص بالمعرفة السابقة للمتعلمين، والتنبؤ بمضمون النص من خلال العنوان أو الصورة المرتبطة بالنص. • مرحلة أثناء القراءة: تنمية مهارات الطلبة في التوصل إلى معاني المفردات من خلال السياق والاشتقاق والتقليل من الاعتماد على المعاجم والمراجع الجاهزة التي تقدم المعنى، وتطبيق استراتيجيات التوصل إلى الأفكار الرئيسة والفرعية في النص المقروء، واستراتيجيات قراءة ما بين السطور، واستراتيجيات تحليل الأحداث والشخوص وربطها ببعضها وغيرها من الاستراتيجيات التي تنمي قدرات الطالب كقارئ ماهر مستقل. مرحلة ما بعد القراءة: تطوير مهارات التوصل إلى المغزى العام من النص وإعداد منظمات بصرية لتخليص أفكار النص ومضامينه، وإعادة سرد النص، وربط النص بالواقع والمعرفة السابقة والعلوم الأخرى.