تحت التـجربـة

ترجمة البحث العلمي

العودة الى بحوث زاي العلمية
أثر اختبار البرمجيات الاستقصائي للطلاب في تطوير مهارات اللغة العربية لدى طلاب الصف الثالث في قطر
  • وصف عام للبحث
  • تتناول هذه الورقة البحثية تأثير تطبيق برنامج جديد لتعلم اللغة العربية بعنوان "اختبار البرمجيات الاستقصائي للطلاب" (TSFS) الذي طوره الباحثون ورُوّج له بوصفه برنامج تدريب للدماغ مخصص لطلاب المرحلة الابتدائية، في تحسين مهارات اللغة العربية باستخدام مواد العلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضيات (STEAM). إذ يتم تدريس اللغة العربية من خلال التعلم بمساعدة الحاسوب (CALL) لأول مرة في المدارس القطرية، وتحديدًا لطلاب المرحلة الابتدائية.

    ويتضمّن البحث تحليلًا نظريًّا للاتجاهات الحالية في التعلم بمساعدة الحاسوب ومهارات اللغة العربية. تم اختبار ثلاث مهارات أساسية في اللغة العربية، وهي مهارات القراءة، وتعلم الكلمات والجمل، ومهارات الإملاء، لقياس مدى فاعلية تطوير هذه المهارات وتحسين مستوى التحصيل لدى طلاب الصف الثالث باستخدام التعلم بمساعدة الحاسوب في مواد (STEAM).

    وقد أظهرت النماذج الإحصائية المختلطة، التي تم تحليلها باستخدام برنامج الإحصاء للعلوم الاجتماعية، أن تدريس مهارات اللغة العربية ضمن مواضيع STEAM باستخدام البرامج التعليمية يُعدُّ فعّالًا وذا إمكانات واعدة للتوسع في جميع أنحاء منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا.

  • الغرض من البحث
  • تهدف هذه الدراسة إلى معرفة أثر استخدام البرامج التعليمية في تطوير مهارات اللغة العربية استنادًا إلى مجالات العلوم والتكنولوجيا والفنون والرياضيات (STEAM) لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي في قطر. ولذلك، تتبع الدراسة المنهج شبه التجريبي.

    فقد شهد الاهتمام بدراسة تأثير البرمجيات التعليمية في التعليم زيادة كبيرة خلال فترة الجائحة، إذ أشار العديد من الباحثين إلى أهمية الرقمنة في التعليم، ووصفوها بأنها استراتيجية تعليمية لم تُقدَّر قيمتها حق قدرها، مشيرين إلى القضايا المتعلقة بإمكان الوصول، والتحفيز، والمسائل الاجتماعية. وعلى الرغم من الانتشار الواسع للتكنولوجيا في السنوات الأخيرة، لا يزال الطلاب يعانون من مشكلات في المهارات الرقمية. بالإضافة إلى ذلك، يزداد انتشار الواقع الافتراضي والمعزز في مجال تكنولوجيا التعليم، ويُعدُّ تعزيزًا جيدًا للتعلم من خلال الألعاب، لكنه لا يزال جديدًا على المربين الذين أشاروا إلى مشكلات تتعلق باستخدام هذه التقنيات.

    يجادل الباحثون بأن استخدام الألعاب في التعليم يزيد من تحفيز الطلاب وانخراطهم وإنتاجيتهم. وتركز هذه الدراسة على مميزات تطبيق البرنامج التعليمي الجديد "اختبار البرمجيات الاستقصائي للطلاب (TSFS)" في تطوير المهارات اللغوية للغة العربية، مع التركيز على التصورات الزمنية، والتحفيز، والتحصيل.

    وعلى الرغم من أن تطبيقات مشابهة اختُبرت للتحفيز فقط وشددت على التحكم الذاتي بوصفه عنصرًا أساسيًا لتحقيق الأهداف، فإن هذا التطبيق يُختبر في الفصول الدراسية لقياس تفاعل الطلاب، وتكيُّفهم مع بيئة التعلم الجديدة، وتحقيقهم بناءً على مهارات اللغة.

    يؤثر تدريس مهارات القراءة والكتابة باستخدام التكنولوجيا تأثيرًا واضحًا في زيادة تحفيز الطلاب وشعورهم بالاستقلالية وتعزيز ثقتهم بأنفسهم، مثلما أنه يسهم في تحسين تحصيلهم الأكاديمي، خصوصًا في هذه المهارات، ذلك أن زيادة التحفيز تؤدي إلى اكتساب وتطوير المهارات اللغوية).

    وقد أظهرت نتائج الدراسات التي اختبرت مهارات الطلاب في دولة قطر وجود ضعف في أداء القراءة ومهاراتها المختلفة، وبناءً على ذلك، كان من الضروري العمل على تطوير برنامج تعليمي لتدريس مهارات القراءة في اللغة العربية وتنوع أساليب التدريس التقليدية للمساعدة في زيادة تحفيز الطلاب على التعلم.

    وتهدف الدراسة إلى اختبار تأثير استخدام البرنامج التعليمي TSFS على تطوير مهارات اللغة العربية، وبشكل خاص مهارات فهم القراءة، الكلمات والجمل، ومهارات الإملاء. لذلك، تسعى الدراسة للإجابة على الأسئلة التالية:

    • إلى أي مدى يساعد برنامج TSFS على زيادة التحصيل في مهارات الفهم القرائي لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي مقارنة بالطريقة التقليدية؟
    • إلى أي مدى يساعد برنامج TSFS على زيادة التحصيل في مهارات الكلمات والجمل لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي مقارنة بالطريقة التقليدية؟
    • إلى أي مدى يساعد برنامج TSFS على زيادة التحصيل في مهارات الإملاء لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي مقارنة بالطريقة التقليدية؟
    • هل يوجد فرق ذو دلالة إحصائية في التحصيل بين الطريقة التقليدية واستخدام برنامج TSFS في تعلم مهارات اللغة العربية لدى طلاب الصف الثالث الابتدائي؟
    • إذا وُجد فرق ذو دلالة إحصائية بين المجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة، فهل يظل هذا الفرق قائمًا بعد التكرار؟

    في الجزء النوعي من الدراسة، أجرى الباحثون مقابلات مع بعض الطالبات في المجموعة التجريبية، وتضمنت الأسئلة ما يلي:

    • هل ساعدك هذا البرنامج في تطوير مهاراتك في اللغة العربية؟ وكيف؟
    • هل زاد هذا البرنامج من تحفيزك وحسّن تواصلك مع أصدقائك؟ وكيف؟
  • العينة: نوعها وحجمها
  • تعتمد الدراسة على مجموعة ضابطة وتقتصر على مهارات اللغة بدلًا من المهارات العامة، مما يحسن النتائج. وتؤكد مراجعة الأدبيات وجود دراسات متكررة حول الرقمنة في تعلم اللغات، ولكن لم تُطبق مثل هذه الدراسات في الصفوف الابتدائية في قطر. ومن المعروف أن تطوير البرمجيات وإنشاء إطار مشترك لمصممي المناهج يتطلب ميزانيات كبيرة ووقتًا طويلًا. وتستخدم هذه الدراسة برنامجًا جديدًا مجانيًا يمكن استخدامه على الهواتف المحمولة أو أجهزة الحاسوب لاختبار كفاءته الكمية في زيادة التحفيز والتحصيل في مهارات اللغة العربية، إضافةً إلى تقديم تقارير مباشرة من الطلاب حول هذه العملية.
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • في هذه الدراسة، استخدم الباحثون المنهج شبه التجريبي لدراسة تأثير البرنامج التعليمي (TSFS) على تطوير مهارات اللغة العربية: فهم القراءة، الكلمات والجمل، ومهارات الإملاء باستخدام موضوعات STEAM لدى طالبات الصف الثالث في المدارس الحكومية في قطر خلال العام الدراسي 2022. إلى جانب المنهج الكمي، أجرى الباحثون مقابلات مع بعض الطالبات لتحديد تأثير استخدام برنامج TSFS على تحسين مهاراتهن في اللغة العربية. تضمنت الأسئلة أيضًا تأثير استخدام البرنامج على تحفيز الطالبات ومهارات التواصل لديهن.

    تألفت عينة الدراسة من 42 طالبة تم اختيارهن عشوائيًا من مستويات تحصيل مختلفة وخلفيات ثقافية متنوعة. اقتصر اختيار العينة على الطالبات فقط بسبب الفصل بين المدارس في قطر إلى مدارس للإناث ومدارس للذكور، مما يجعل دخول الباحثات إلى مدارس الذكور أمرًا صعبًا. حضر الباحثون أثناء التدخل التعليمي وقاموا بإجراء المقابلات. تم تقسيم العينة إلى مجموعتين: تجريبية وضابطة.

    لتحقيق أهداف الدراسة والإجابة على تساؤلاتها، طبق الباحثون البرنامج التعليمي الجديد (TSFS) الذي تم تصميمه بما يتوافق مع معايير ومحتوى الدروس. وقد وافقت وزارة التعليم والتعليم العالي (MEHE) في قطر على أن الأداة مناسبة للفئة العمرية المستهدفة في هذه الدراسة.

    بالإضافة إلى البرنامج التعليمي، استخدمت الدراسة اختبار تحصيل قبلي وبعدي؛ حيث تم تصميم الاختبار ليتوافق مع أهداف الدراسة. تم اختبار موثوقية الأداة في الاختبار القبلي والبعدي من خلال تطبيقها على عينة استطلاعية من طالبات الصف الثالث، واستخدام معامل ألفا كرونباخ.

  • نتائج الدراسة
  • أظهرت النتائج أن معامل موثوقية الأداة بلغ 0.9، مما يشير إلى معدل موثوقية عالٍ يمكن أن يؤدي إلى نتائج بحثية موثوقة.

    تم تكرار التدخل التعليمي مرتين خلال الفصل الدراسي لضمان التأثير المستمر لاستخدام برنامج TSFS على المهارات الثلاث للغة العربية. وقد تزامن تكرار التدخل مع إجراء الاختبار البعدي للمجموعة التجريبية والمجموعة الضابطة.

    تواكب هذه الدراسة متطلبات القرن الحادي والعشرين بما يتماشى مع تحقيق الأهداف التعليمية المنشودة. تعالج المشكلات المرتبطة بضعف مهارات اللغة العربية بين المتعلمين، خاصة في المرحلة الابتدائية. كما تُعد هذه الدراسة واحدة من الدراسات القليلة التي طورت برنامجًا تعليميًا تفاعليًا يتناسب مع الثقافة القطرية ويشمل معظم مهارات اللغة العربية للصف الثالث الابتدائي.

    ركز الباحثون في هذه الدراسة على تحسين مهارات الطلاب في اللغة العربية من خلال تطبيق الرقمنة في تعليم هذه المهارات، وتقييم مدى ترسخ هذا التحسن. تتفق هذه النتيجة مع ما توصل إليه باحثون آخرون أكدوا فاعلية استخدام الرقمنة في تحسين الكفاءات اللغوية.

    على الرغم من أن النتائج أظهرت زيادة في درجات الطلاب الذين استخدموا البرنامج التعليمي، واجه الباحثون بعض التحديات، مثل قلة الوقت، ونقص توفر التكنولوجيا في الفصل الدراسي، ومشكلات اتصال الإنترنت. ظهرت هذه القيود أيضًا في دراسات سابقة، أشارت إلى معاناة الطلاب من مشاكل في المهارات الرقمية.

    يمكن معالجة هذه القيود من خلال توفير اتصال إنترنت عالي السرعة وزيادة توفر الأدوات التكنولوجية في المدارس، مما يمهد الطريق لجعل البرامج التعليمية جزءًا أساسيًّا في كل مرحلة من مراحل تعلم الطلاب.

    أظهرت مراجعة تصورات الطلاب بعد استخدام البرنامج التعليمي تحفيزًا عاليًا للتعلم باستخدام البرنامج، وحماسة أكبر، مما قد يؤدّي إلى تشجيع أسلوب التعلم الموجه ذاتيًا وتخصيص أكثر في عملية التعلم.

    وعلى الرغم من تفضيل إحدى الطالبات للتعلم باستخدام الورق، أقر معظم الطلاب بأهمية برنامج TSFS في مساعدتهم على تحسين مهاراتهم في اللغة العربية.

    يجب على المربين والمعلمين معالجة التحديات التي تفرضها التقنيات الجديدة، مثل دمج التعلم بمساعدة الحاسوب (CALL) في المناهج المدرسية. وفي النهاية، من المهم الإشارة إلى أن البرامج التعليمية لا يمكنها أن تحل محل الطريقة التقليدية للتدريس بشكل كامل، لكنها تمثل إضافة مفيدة للعملية التعليمية، وقد تشجع الطلاب على تحسين فهمهم وزيادة تحفيزهم.

  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • ستفيد نتائج الدراسة المسؤولين عن العملية التعليمية، ومخططي مناهج اللغة العربية، والمتخصصين في مجال تصميم مناهج الحاسوب من خلال تقديم أدلة على أهمية استخدام البرامج التعليمية في تدريس مهارات اللغة العربية وتأثيرها على تطوير مهارات الطلاب. كما يمكن للمسؤولين التعليميين اعتماد هذا البرنامج التفاعلي بشكل رسمي لتدريس مهارات اللغة العربية لطلاب الصف الثالث الابتدائي.