تحت التـجربـة

بحوث زاي العلمية

العودة الى ترجمة البحث العلمي
تحول الأنماط في تعليم اللغة العربية والسياسات التعليمية في دولة الإمارات: الفرص والتحديات في تعليم المعلمين
  • وصف عام للبحث
  • يشتمل هذا الفصل على تقرير التحول الحالي في تعليم اللغة العربية وتأثيره على تعليم المعلمين. ففي عام 2017، نشرت وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة معايير اللغة العربية العامة الجديدة بهدف تحسين جودة تعليم اللغة العربية في الإمارات. لقد كان تعليم اللغة العربية منذ فترة طويلة مصدر قلق داخل نظام المدارس العامة الإماراتية، بالإضافة إلى العديد من المدارس الخاصة في البلاد. بينما تُركِّز أنماط تعليم اللغة العربية تقليديًا على حفظ قواعد اللغة وقراءة النصوص باللغة العربية، طالبت المعايير الجديدة بتنفيذ نموذج بنيوي جديد، يشدد على المهارات بدلًا من المحتوى، وعلى التفكير عالي المستوى بدلًا من التعلم الميكانيكي. هذا التحول في تعليم اللغة العربية، إذا تم بشكل جيد، سيؤثر إيجابيًا ليس فقط على التدريس والتعلم في فصول اللغة العربية وفنون اللغة، ولكن أيضًا على تعليم المعلمين وكيفية تحضيرهم وتدريبهم في ميدانهم.
  • الغرض من البحث
  • الغرض من هذا الفصل هو فحص الحالة الحالية لتعليم اللغة العربية وتعلمها، وكذلك التركيز على الفرص والتحديات المتعلقة بهذا التحول وكيف يجب أن يُمكِّن تصميم تعليم المعلمين نفسه من تلبية هذه المعايير الجديدة. ويختتم الفصل بمناقشة احتمالات قد تكون مثيرة لاهتمام الجهات الفاعلة والمعلمين فيما يتعلق بالممارسات داخل الفصول الدراسية، وأساليب تعليم المعلمين التي تتوافق مع هذا الاتجاه الجديد لتعليم اللغة العربية في الإمارات. وقد تناول هذا الفصل الاتجاه الجديد في تعليم اللغة العربية وتعلمها في دولة الإمارات العربية المتحدة وبعض التغييرات المطلوبة لتنفيذه بنجاح. فناقش أولاً، التحديات التي تواجه تعليم اللغة العربية وكيف تم تدريسها تقليديًا. بعد ذلك، ثم وصف معايير اللغة العربية لعام 2017 بمزيد من التفصيل قبل تقديم نتائج استطلاعٍ للبيانات تعلق بتطوير المهني والتدريب من مسح بيزا لعام 2018 ودراسة مراقبة فصول الدراسة من قبل المؤلفين تُقَيِّمُ فاعلية التغييرات في السياسة التعليمية. واختتم الفصل بمناقشة الممارسات الصفية وأساليب تعليم المعلمين التي تتوافق مع هذا الاتجاه الجديد لتعليم اللغة العربية في الإمارات.
  • إجراءات تنفيذ الدراسة
  • لقد تم اتخاذ العديد من الخطوات لتحويل طرائق تدريس اللغة العربية نحو أسلوب يركز على مهارات التفكير العليا. ومن بين هذه المبادرات التقييمات التي تُصدرها الهيئات المشرفة على التعليم في مختلف الإمارات، بناء على زيارات صفية ميدانية وتحليل معمق لمحتوى التدريس وأساليبه. من ذلك أن هيئة المعرفة والتنمية البشرية ((KHDA في دبي، صنّفت 17 مدرسة متميزة في العام الدراسي 2018-2019، غير أنه لم تكن هناك برامج لتعليم اللغة العربية، سواء للناطقين بالعربية أو للناطقين بغيرها، ضمن هذه المدارس التي حصلت على تقدير "متميز". واستلمت مدرسة واحدة فقط تقدير "جيد جدًا"، بينما حصلت غالبية برامج اللغة العربية على تقدير "جيد" أو "مقبول". علاوة على ذلك، فقد ذُكرت اللغة العربية في التقارير النهائية بوصفها نقطة ضعف في العديد من هذه المدارس. ويمكن أن يكون هذا الضعف ناجمًا عن مصادر متنوعة. قد يكون هناك انفصال أو عدم انسجام بين الأساليب المستخدمة في تعليم اللغة العربية وتعلمها في الفصول الدراسية مقارنةً بالمواد والأقسام الأخرى في المدارس المفحوصة. وقد يكون ناجمًا كذلك عن عدم تدريب المعلمين على تنفيذ أساليب تركز على الطلاب لجذب اهتمامهم. وفي محاولة لتحديث تعليم اللغة العربية وتعلمها وتحسينهما في المدارس، أُطلقت مبادرة مركزية تتمثل في تطوير معايير المحتوى العربي لعام 2017 من قبل وزارة التربية والتعليم في دولة الإمارات العربية المتحدة. يمكن أن تكون هذه المعايير الجديدة بداية نداء لتغيير طرائق تدريس اللغة العربية في المدارس. كما المناهج الجديدة التي تعتمدها وتطورها الوزارة تركّز كذلك على اللغة العربية بوصفها أداةً للتعلم، وتتناول تطوير مهارات القرن الحادي والعشرين ضمن إطار مناهج فنون اللغة العربية، مع تركيز خاص على تطوير القراءة والكتابة ومهارات التفكير النقدي وحل المشكلات. وقد تم تطوير هذه المعايير بالشراكة مع شركاء إقليميين ودوليين، وتركز على التفكير عالي المستوى وتنقسم إلى ستة مجالات دراسية: مهارات القراءة، وقراءة النصوص الأدبية، وقراءة النصوص المعلوماتية، والكتابة، والاستماع، والتحدث. ثمة تركيز قوي، مثلما هو واضح من خلال العديد من نتائج التعلم، على النصوص الأدبية والكتابة واللغة في جميع المراحل الدراسية مع تأكيد قوي لمهارات القراءة في المراحل الأولى. وقد تم تصميم هذه المعايير لدعم تطوير الطلاب ليس فقط في موضوعات فنون اللغة العربية، ولكن أيضًا في مواد أخرى يدرسونها في المدرسة، والتي تستخدم اللغة العربية وسيلةً للتعليم. وتتطلب المعايير من المعلمين أن يقدموا استراتيجيات للطلاب من أجل فهم مجموعة متنوعة من المواضيع وأنواع النصوص، وتحليلها وتقييمها (النصوص المعلوماتية، والأدبية والشعرية، على سبيل المثال)، وتشجيع الطلاب بنشاط لتحفيزهم حتى يصبحوا قراء مدى الحياة. وعلاوة على ذلك، فإن التقييمات بوصفها أداة لمراقبة المناهج الجديدة وتقييمها تركز على النصوص التي تُعدُّ جديدة بالنسبة إلى القارئ بدلًا من الأعوام السابقة حيث كان الطلاب يُختبَرون على النصوص نفسها التي درسوها في الصف. إن التحول إلى اعتماد المعايير الجديدة في دولة الإمارات العربية المتحدة يستدعي اتجاهًا جديدًا في طريقة تدريس اللغة العربية. فعند التدريس وفقًا للمعايير، لا يمكن لمعلمي اللغة العربية بعد الآن أن يدرّسوا مباشرة من الكتاب المدرسي ولا أن يعطوا الأولوية لحفظ قواعد اللغة وتقنيات أخرى تقليدية. ونظرًا إلى أن هذا التحول حديث نسبيًّا، فثمة حاجة لفهم مدى تنفيذ هذه المقاربة القائمة على المعايير في الفصول الدراسية في دولة الإمارات العربية المتحدة، وإذا ما كانت هذه التغييرات تؤدي إلى تغيير طريقة تدريس المعلمين وتعلم الطلاب. هذا الاتجاه الجديد في تعليم اللغة العربية وتعلمها يحمل العديد من الآثار على تعليم المعلمين، إذ ينبغي أن يحدث تغيير في كيفية تحضير المعلمين للفصول الدراسية. ويحتاج المعلمون إلى تحضير مناسب وتدريب مستمر لضمان تقديم تعليم عالي الجودة وجذاب وتحقيق نتائج تعلم قوية. إن برامج تدريب المعلمين يهدف بشكل مزدوج إلى إعداد المعلمين وتخريجهم بحيث يكونون على علم بمادتهم (أي في هذه الحالة اللغة العربية) وقادرين على تنفيذ طرائق تعليمية فعالة بحيث يحدث التعلم. ومع ذلك، مثلما يلاحظ بعض الباحثين، فإن العديد من المعلمين في العالم العربي ليس لديهم المهارات المتعلقة بالمحتوى والتربية اللازمة لتعليم التفكير النقدي والتفكير عالي المستوى والتفكير والتفكُّر الذاتي من خلال التعلم المركز على الطالب. ففي دولة الإمارات العربية المتحدة، درس معظم معلمي اللغة العربية الأدب العربي، وقد خضع العديد من المعلمين إلى تدريب تربوي رسمي محدود، أو لم يخضعوا لأي تدريب أصلًا. ونتيجةُ ذلك أن المعلمين قد يكونون ماهرين في اللغة العربية الفصحى الحديثة، ولكنهم ليسوا مدربين على طرائق تدريس اللغة.
  • نتائج الدراسة
  • في هذا الفصل، حاولت الباحثتان أن تسلطا الضوء على التحول الحالي في تعليم اللغة العربية وتعلمها وتأثير ذلك في تعليم المعلمين في دولة الإمارات العربية المتحدة. من خلال العديد من المبادرات، حاولت حكومة الإمارات العربية المتحدة تحديث اللغة العربية والانتقال من التركيز التقليدي على القراءة والقواعد إلى اللغة العربية بوصفها أداةً للتواصل والتفكير عالي المستوى. ويجري تأكيد هذا التحول بقوة من خلال تطوير معايير اللغة العربية لعام 2017. ومع ذلك، على الرغم من هذا الاتجاه الجديد لفنون اللغة العربية، فإنه من غير الواضح إذا ما كانت مقاربة المعايير قد أثرت في الممارسات التعليمية داخل الفصول الدراسية. إذ الأبحاث الأولية تشير إلى أنه لم يكن هناك تأثير ملاحَظ بشكل كبير. والخطوة الحيوية المقبلة هي تقديم الدعم المستمر للمعلمين في تنفيذ هذه المعايير لمساعدتهم على تحويل فصولهم. يمكن تحقيق هذا بشكل أكثر فاعلية من خلال إعادة تقييم تعليم معلمي اللغة العربية وإعادة تصميمه وممارسات تطوير المهنة. وسيضمن هذا النوع من الدعم أن المعلمين لا يفهمون فقط، بل يمكنهم أيضًا تنفيذ مهارات التعلم للقرن الحادي والعشرين في فصولهم ويمكنهم مساعدة الطلاب على اكتسابها من خلال القراءة الواسعة لنصوص عربية أصيلة من أنواع متنوعة. سيضمن ذلك أيضًا تنفيذ نظريات حديثة في تعلم اللغة وتطويرها واعتماد أساليب حديثة في الفصل. إن إتاحة المهارات والدعم المستدام للمعلمين لكي يطوروا تلك المهارات سيحدث تأثيرًا إيجابيًّا في فصول تدريس اللغة العربية. ومن خلال هذا التغيير، سيتم إعداد الطلاب للاقتصاد المعرفي ولمستقبلٍ يعتمد على أن يكون أبناؤه يمتلكون المهارات اللغوية الضرورية.
  • الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
  • تمكن الإفادة من قراءة المعلم العربي لهذا الفصل في تعزيز الحماسة إلى الانخراط في تبني المقاربة المبنية على المعايير والاستعداد لدورات تدريبية تعدّ المعلمين إعدادًا جيّدًا لتطوير طرائق تدريسهم والأساليب البيداغوجية التي يعتمدونها في تدريس اللغة العربية.