يواجه متعلمو اللغات إجمالًا تحديًّا في الوصول إلى الاستقلالية في فهم المقروء واستيعابه. وفي هذا البحث سعى الباحث إلى دراسة جملة استراتيجيات في كل مرحلة من مراحل عملية القراءة الثلاث (قبل، وأثناء، وبعد)، وأثر تطبيقها وتفعيلها في تنمية مهارات فهم المقروء واستيعابه لدى الطلبة، وأثرها في نقلهم إلى مرحلة الاستقلالية في القراءة.

يهدف هذا البحث إلى التحقق من فعالية استراتيجيّات القراءة في فهم القراءة لطلبة السنة الثانية في تخصص اللغة الإنجليزية الذين التحقوا بدراسة اللغة الإنجليزية في كلية الآداب في (Kasetsart University)، لمعرفة إذا ما كان الطلبة بعد تدريبهم على استراتيجيات القراءة يصبحون قادرين على تطبيق هذه الاستراتيجيات على عمليات القراءة الخاصّة بهم. تهدف هذه الدراسة للإجابة عن الأسئلة الآتية: 1. ما أثر استراتيجيات القراءة (المسح والتنبؤ وطرح الأسئلة) في عمليات قراءة الطلبة؟ 2. هل يصبح الطلبة قادرين على تطبيق استراتيجيات القراءة المستهدفة في الدراسة في عمليات القراءة الخاصة بهم بعد تدريبيهم عليها؟

بلغ عدد المشاركين في الدراسة (59)، (13) من الذكور و (46) من الإناث، وهم من طلبة السنة الثانية في تخصص اللغة الإنجليزية في (Kasetsart University)، وكان عمر الطلبة يتراوح بين 18-20 عامًا، ولديهم خبرة لا تقل عن 10 سنوات في تعلم اللغة الإنجليزية.

استخدم الباحث مواد القراءة في هذه الدراسة من "قوة القراءة (21)"، وتضمن المحتوى في كل وحدة من وحدات القراءة ثلاث مراحل للقراءة على النحو الآتي: • ما قبل القراءة: وكان الغرض من هذه المرحلة مساعدة الطلبة في تحقيق أقصى استفادة مما سيقرؤونه، وذلك من خلال تزويد الطلبة بأسئلة ما قبل القراءة لتنشيط تفكير الطلبة، وربط النص بمعرفتهم السابقة، وتحديد أهم المحاور في النص. • أثناء القراءة: وكان الغرض من هذه المرحلة مساعدة الطلبة في تحليل النص وتطوير مهارات الاستنباط اللازمة لذلك. • ما بعد القراءة: وكان الغرض من هذه المرحلة مساعدة الطلبة في تطوير المعلومات المكتسبة مما تعلموه ودمجها في تجاربهم الخاصة. ومن أجل تقييم فاعلية استراتيجيات القراءة في رفع قدرات الاستيعاب، استخدم الباحث الاستبانات ومهام القراءة والمقابلات الشبه المقننة لجمع البيانات.

أظهرت نتائج الدراسة أن استراتيجيات القراءة لها تأثير كبير في قدرة الطلبة على الفهم القرائيّ، وساعدت استراتيجيات القراءة المستخدمة الطلبة في فهم المقروء. كما تشكل لدى الطلبة اتجاهات إيجابيّة نحو توظيف هذه الاستراتيجيات في فهمهم أي نصّ قرائيّ.

إن نتائج البحث آنفة الذكر يمكن الاستفادة منها وتوظيفها في المناحي الآتية: • تدريب معلمي اللغة العربية وتطوير قدرتهم في استراتيجيات تدريس فهم المقروء وفق مراحل القراءة الثلاث (قبل، وأثناء، وبعد) القراءة وبخطوات إجرائيّة محددة لتنمية قدرات الطلبة في مهارات الاستيعاب القرائيّ، لا سيما ونحن نلحظ تدني نتائج الطلبة العرب في الاختبارات الدولية والوطنية التي تقيس قدرات الاستيعاب القرائي لدى الطلبة. • تدريب المعلمين على مساعدة الطلبة في توظيف استراتيجيات الاستيعاب القرائي الواردة في هذه الدراسة لتغدو استراتيجيات قراءة مستقلة، وصولًا إلى قارئ مستقل يعتمد على ذاته في فهم ما يقرأ في أي فرع من فروع المعرفة، داخل الصف وخارجه. • تطوير أنشطة قرائية للطلبة تخدم استراتيجيات كل مراحل من مراحل عملية القراءة، وتوفير الوقت الكافي للمعلمين لتطبيقها مع الطلبة، لتغدو مهارات أصيلة في ممارسات الطلبة القرائيّة. • تطوير أدوات تقييم فهم المقروء في الاختبارات الوطنية في ضوء استراتيجيات فهم المقروء في كل مرحلة من مراحل عملية القراءة.