الهدف من هذه الدراسة هو استكشاف معدلات طلاقة القراءة الشفوية للغة العربية (ORF) في الصفوف 1-6، وهو موضوع تم تجاهله إلى حد ما في تدريس اللغة العربية وتعلمها. اعتبرت الأبحاث أن الطلاب الذين يجيدون القراءة في الصف الأول سيقرأون بطلاقة في الصف الرابع، وأن القراء المتعثرين في الصف الأول سيعانون على الأرجح في الصف الرابع، إلى جانب انخفاض الحافز واحترام الذات. وتشير الأبحاث المتعلقة بطلاقة القراءة في اللغات التي تستخدم أنظمة الكتابة الفونيمية، مثل الإنجليزية والعربية، إلى أن القراء الناجحين يُعلَّمون استخدام مجموعة كاملة من الميزات النصية، بما في ذلك الفونولوجية، والإملائية، والدلالية، والنحوية. وبيّنت الدراسات أن لتدريس الوعي الفونولوجي تأثيرًا مهمًّا في تنمية طلاقة القراءة باللغتين الإنجليزية والعربية، إذ يعمل الأطفال أولًا على أصوات الحروف التي يتعلمونها على مستوى الفونيم.

تُعرَّف الطلاقة القرائية بأنها عملية ربط معلومات متعلقة بصوت الحروف في نص ما بمعلومات رسم الحروف بشكل آلي وسريع وبأقل ما يمكن من الانتباه الواعي. وقد وجدت البحوث أهمية تأثير الطلاقة في كفاءة القراءة على تعلّم الطالب. كما وقفت على أن زيادة معدلات الطلاقة القرائية الشفوية مرتبطة بتحسّن في الفهم القرائي. وبالرغم من ذلك، فإنّ معدلات الطلاقة الشفوية أو معاييرها غير متوفرة بدقّة باللغة العربية. ستبدأ هذه الدراسة الاستطلاعية بالنظر إلى معدّلات الطلاقة القرائية باللغة العربية وستقترح معدّلات مبدئية لذلك.

لقد اختُبر خمسة وثلاثون معلّما/ـة من ستّ مدارس خاصّة، ثنائية اللغة في ثلاث دول عربية (المملكة العربية السعودية، ودولة الإمارات العربية المتحدة، ودولة الكويت) 1003 طالب/ـة من الصف الأول الابتدائي إلى السادس في الطلاقة القرائية الشفوية من خلال نصوص مشكَّلة وأصيلة باللغة العربية المعيارية المعاصرة.

أُجريَ الاختبار في خريف السنة الدراسية نفسها وربيعها.

كشفت نتائجُ العيّنات المستقلّة (اختبار/ ات) عن تغيرات في معدّلات الطلاقة القرائية ما بين الخريف والربيع، كما كشفت عن فروق دالّة إحصائيًّا في الطلاقة القرائية في كل مرحلة صفية. النتائج كشفت أيضًا أن معدّلات الطلاقة باللغة العربية أخفض من معدّلات الطلاقة العالمية، وتحديدًا تلك الموضوعة باللغة الإنجليزية. تفوّقت الفتيات على الفتيان في الصفوف 1-3، بينما تفوّق الفتيان على الفتيات في الصفوف 406. رُصدت بعض القيود على الدراسة وبعض التبِعات التي لعلها تمتدّ إلى لغات أخرى، ومنها أهمية التدرّب المتكرّر على القراءة وأهمية التعرّض المبكّر للنصوص القرائية.

يمكن الإفادة من نتائج هذا البحث على النحو الآتي: • أهمية التدريب المتكرر على مهارة القراءة، عبر تنويع النصوص من حيث أنماطها وأحجامها وأنواعها. ترغيب المتعلمين في الإقبال على القراءة عبر تحفيزهم بإجراء عمليات قراءة مسترسلة وفي بيئات متنوعة وجذابة.