العودة الى بحوث زاي العلمية
أهمية الوعي الصرفي في مهارات الثنائية اللغوية والقرائية: التبعات السريريةعند اختصاصيّي أمراض النطق واللغة
- وصف عام للبحث
-
يوضح هذا البحث أهمية الوعي الصرفي في تعليم اللغة عمومًا واللغة الثانية على وجه الخصوص، ولتحقيق هذه الغاية جمع الباحثان وحللا جملة الدراسات والأبحاث المتخصصة التي درست أثر تنمية مهارات الوعي الصرفي والدلالي والمعالجة الإملائية لدى الطلبة متعلمي اللغة الثانية، لما لها من دور في الطلاقة القرائية والفهم، كما ركزا على تزويد أخصائي اللغة وصعوبات تعلم القراءة بمهام تطبيقية لقياس مهارات الوعي الصرفي، وقدما جملة من الإرشادات لمتخصصي النطق وتعليم اللغة لتطبيق مهارات الوعي الصوتي لمساعدة المتعلمين على فهم بنية اللغة وامتلاك مهارات معالجة ذهنية لتطور الكلمات مورفولوجيًّا، مما يسهم في تسريع قدراتهم على القراءة والفهم في آن واحد.
- الغرض من البحث
-
إثبات أثر الوعي الصرفي في معالجة المشاكل القرائية ومشاكل الفهم الاستيعابي لدى الطلبة الذين يواجهون تحديات في القراءة والكتابة لا سيما متعلمي اللغة الثانية، وذلك من خلال إيراد أدلة بحثية على أثر الوعي الصرفي في تنمية مفردات المتعلمين وتراكيبهم اللغوية في اللغة التي يتعلمونها وأثر ذلك على قدرتهم على معالجة وفهم أي تطور في بنية الكلمات والتراكيب الجديدة التي يتعرضون لها، مما يسهم في سرعة المعالجة القرائية وفهم المقروء.
- نتائج الدراسة
-
خلصت الدراسة إلى جملة نتائج أهمها: • أنّ الوعي الصرفي يلعب دورًا محوريًا في تعليم اللغة ومحو الأمية على مستوى القراءة والكتابة لا سيّما في تعليم اللغة الثانية؛ وذلك من خلال تطوير قدرة المتعلمين على فهم وإدراك ما يطرأ على بنية الكلمات والتراكيب من تغيير، مما يشكل قدرتهم الميكانيكية في تطوير شيفرة لقراءة الكلمات الجديدة وفهم معانيها ومعالجتها. • تأكيد أهمية استثمار معلمي اللغة الثانية السمات الصرفية في اللغة الأم للمتعلمين لربطها ومقاربتها بالسمات الصرفية في اللغة الثانية، مما يؤكد أنّ اللغة الأولى تلعب دورًا إيجابيًّا في اكتساب اللغة الثانية، وهو عكس ما هو شائع من أنها قد تعيق اكتساب اللغة الثانية. • تأكيد أهمية تضمين المهام والأنشطة الصرفية في تعليم الطلبة وتقييمهم وأنشطة المعالجة والتدخل للطلبة الذين يعانون من صعوبات في اللغة والقراءة والتهجئة والكتابة. • أهمية إشراك الأهل في مشاركة أبنائهم بأنشطة صرفية تعزز قدراتهم القرائية والكتابية.
- المنهجية بالتفصيل
-
قامت منهجية البحث على جمع الأدلة العلمية والعملية من جملة الأبحاث والدراسات التي عنيت بدراسة أثر الوعي الصرفي في تطوير مهارات القراءة والكتابة، كما استعرض الباحثان جملة من المهام التطبيقية لمهارات الوعي الصرفي المختلفة وآلية تطبيقها وأثرها في تنمية قدرات الطلبة في القراءة والكتابة، والإرشادات الموجهة للمتخصصين في كيفية تطبيقها، ثم استعرض نتائج تطبيق هذه المهام، للخلوص بتوصيات حول توظيفها في المدرسة أو مع الأهل في المنزل.
- الإفادة التي يقدمها البحث للمعلم العربي في مجال تعليم مهارات القراءة والكتابة
-
• إدراك أهم المناحي التي يطورها الوعي الصوتي لدى المتعلمين لا سيما في الصفوف المبكرة؛ فالوعي الصوتي يسهم في تطوير مهارات القراءة الأولية لدى الطلبة بتعريفهم على أصوات اللغة ومطابقتها مع رموزها المطبوعة مما ينعكس على تطوير قدراتهم القرائيّة، إلّا أن أثر الوعي الصوتي يتضاءل في الصفوف اللاحقة وتصبح الحاجة ملحة لوجود مدخل لتطوير مهارات الطلبة في الفهم والاستيعاب. فانخفاض مستويات المفردات لدى الطلبة يؤثر بشكل ملحوظ على قدرتهم في القراءة والفهم، في حين أن تمكين المتعلمين من المفردات من حيث (كمّيّة الحصيلة اللغوية، وعمقها) يسهمان في تعزيز قدرتهم على التعرف إلى مقاطع الكلمات بجذورها ولواحقها. مما يستدعي تصميم أنشطة ترفع من حصيلة المتعلمين اللغوية، مع لفت انتباههم إلى القرائن والمتشابهات بين المفردات التي يتعلمونها؛ إذ يلعب الوعي الصرفي دورًا في تزويد المتعلمين بالأنماط والقرائن التي تسهل النطق وبمن ثم فهي تساعد المتعلمين على سرعة التسمية والقراءة بطلاقة؛ فالقراء يعتمدون على معرفتهم بأشكال أو بنية الكلمات في استنتاج معان غير مألوفة للكلمات وكذلك قراءتها. وهذا يستدعي من المعلمين عدم تأخير تدريب الطلبة على مهارات الوعي الصرفي لصفوف متقدمة، بل البدء معهم بها من صفوف مبكرة، مع ضرورة التركيز على تعليم الأنماط الاشتقاقية المتشابهة وما تؤدي إليه من معانٍ. • تصميم معلمي اللغة العربية مهام صرفية للمتعلمين من أعمار مبكرة بشكل مبسط، مثل تطوير قدرة المتعلمين على تكوين أكبر كم من الكلمات من جذر واحد ولو شفويًّا، مع ضرورة لفت انتباههم لوجود رابط ما بين معاني هذه الكلمات والجذر، مما يعين المتعلمين على الاستعانة بمعرفتهم في الجذر في فهم معاني الكلمات الصعبة في النصوص. • تصميم معلمي اللغة العربية لمهام تستدعي منهم اختيار المشتق المناسب لسياق ما وقراءته مثل: عادت البنت من المدرسة (سعادة، سعيدة)؛ وذلك بهدف لفت انتباه الطلبة إلى أنّ أي تغيير في البنية يستدعي تغيرًا في نطق الكلمات ومعانيها، مما يساعدهم لاحقًا على تعميم آلية القراءة للمشتقات المتشابهة، وما تؤدي إليه من معانٍ. • توظيف المعرفة الصرفية كجسر للربط بين قدرات الطلبة على القراءة والفهم والإملاء الصحيح، وذلك من خلال إعداد أنشطة وتدريبات قرائيّة يتضمن كل منها مفهومًا صرفيًّا ما، وتدريب الطلبة على قراءته وملاحظة نوع اللواحق أو الزيادات الصرفية على الجذر وآلية نطقها، وأثرها في المعنى وكتابة الكلمات. • إعداد أنشطة صرفية صوتية بيتية على شكل ألعاب أو أنشطة جاذبة لتطبيقها في المنزل مع الأهل؛ لتعزيز مهارات الوعي الصرفي لدى الطلبة، مع ضرورة وضوح آليات تطبيق هذه الأنشطة للأهل.